هذه صفحة انطوت وانتهت ، ولا ينبغي استحضارها إلا كجزء من تاريخنا الذي نقرؤوه بكل مؤثراته الزمانية والمكانية ، مع استحضار أننا نعيش في ظروف زمانية ومكانية مختلفة .
وقد كان موقف أئمة الدعوة السلفية حادا تجاه الممارسات التي كانت ترعاها الدولة العثمانية ، مثل بناء القباب وتشييد الأضرحة وتشريع التوسل بالأولياء والصالحين ونشر التصوف في العالم الإسلامي ، وهذا الموقف ظاهر واضح في كتب أئمة الدعوة السلفية - رحمهم الله جميعا - بشكل يغني عن تتبع مظانه لكثرتها الشديدة .
إلا أن موقفهم - رحمهم الله - لم يقتصر على تكفير الممارسات ، بل تجاوزه إلى تكفير الدولة العثمانية وولاتها ، وسيتم إيراد أمثلة متعددة على هذا التكفير الذي نصّ بالاسم على الأتراك ، أو الترك ، أو العثمانيين ، أو الدولة العثمانية ، أو كان سياقه واضحا في الإشارة إليهم .
وقبل إيراد الأمثلة يجدر نقل رأي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مسائل تكفير أهل القبلة ، لأن أئمة الدعوة السلفية يعتبرون أنفسهم الامتداد الطبيعي لدعوة شيخ الإسلام ابن تيمية ، فهو الأب الروحي للدعوة ، وهو المنظّر الأساسي لأفكارها وعقائدها ، ولذلك ينبغي استحضار آراء ابن تيمية عند دراسة آراء أئمة الدعوة ، فهما أصل وفرع لا ينفكان عن بعضهما البعض .
قال الإمام الذهبي في ترجمة أبي الحسن الأشعري في سير أعلام النبلاء : (رأيت للأشعري كلمة أعجبتني ، وهي ثابتة رواه البيهقي ، سمعت أبا حازم العبدوي ، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول : لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد ، دعاني فأتيته ، فقال : “اشهد عليّ أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة ، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد ، وإنما هذا اختلاف العبارات” .
قلت [أي الذهبي] : وبنحو هذا أُدين ، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول : “أنا لا أكفر أحدا من الأمة” ، ويقول : “قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يحافظ على الوضوء إلى مؤمن ، فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم”) .
فهؤلاء هم العلماء الذين ينتمي إليهم عامة العالم الإسلامي اليوم ، وقد بحثوا وجادلوا وناظروا وكتبوا الردود ، ثم انتهى بهم الأمر إلى التسليم بأن الكل يعبد إلها واحدا ، وإنما يفترق الجميع في صياغة العبارات ، وهذا درس بليغ قدّموه لنا كخلاصة لتجاربهم التي استغرقت معظم أيام حياتهم رحمهم الله .
وفي ضوء هذا الدرس البليغ من الأئمة الأعلام ؛ فهذه أمثلة تاريخية نقرؤها كما نقرأ التاريخ بعُجَره وبُجَره .
وهذه النصوص تمتد في كامل تاريخ الدولة السعودية بمراحلها الثلاث ، ولذلك سيتم تقسيمها بناء على ذلك .
🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆
النصوص في الدولة السعودية الأولى
١ - الإمام سعود بن الإمام عبدالعزيز بن الإمام محمد بن سعود (ت١٢٢٩هـ) ثالث أئمة الدولة السعودية الأولى .
وفي عهده - رحمه الله - ضمّت الدولة السعودية الأولى الديار المقدسة - مكة والمدينة - إلى سلطانها ، وأزالت القباب والأضرحة والمزارات التي كانت موجودة فيها .
🔘 قال في رسالته إلى الكتخدا علي بك نائب والي بغداد : (وهذا كتاب الله بين أيديكم وتفاسيره موجودة ، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ، وشروح العلماء الربانيين وما فسروا به القرآن والأحاديث .
والقول الذي لا حقيقة له لا يجدي على قائله شيئا ، أما دعواك أنك على حق فمعاذ الله ، ووعودك باطلة ومن أكذب الكذب ، وكل من له عقل صحيح يشهد ببطلان قولك وافترائك وكذبك ، فإن قلت : إن الله أمر بعبادة غيره أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بها ، فهذا عين الباطل وأكذب الكذب الذي ترده الفطرة وكتاب الله وسنة رسوله .
وإن قلت إنكم لم تعبدوا غير الله ولم ترضوا بذلك ولم تأمروا به الناس ، فأفعالكم تبطل أقوالكم ظاهرا وباطنا ، فإذا كان هذه الحضرات الباطلة والمشاهد الملعونة والبنايات على القبور وصرْف حق الله تعالى لها من دعاء وذبح ونذر وخوف ورجاء وسؤال ما لا يُسأل إلا من الله تعالى ، والصلاة عندها والتمسح بها والهدايا إليها وما أشبه ذلك من الأمور الشنيعة القبيحة ، كل ذلك موجود عندكم ظاهرا ، والذي لم يفعل ذلك فهو راض بفعله ، وذابٌّ عن أهله بالمال واللسان واليد .
وكذلك الصلوات الخمس متروكة ، وكثير من الناس عندكم لم يصلوا جمعة ولا جماعة ولا منفردين ، والذي يصلي منكم الكثير منهم يصلي في بيته منفردا ، والذي يصلي جماعة قليل الناس ، فإذا صلى خرج على الناس وهم في الأسواق تاركين الصلاة مقيمين على الفسوق واللهو والفجور والبغي ، ولا ينكر عليهم .…. وجميع القبائح عندكم ظاهرة ، وهي سجية كثيركم : الشرك بالله والزنا واللواط فعل قوم لوط أهل المؤتفكات الذين قال الله فيهم : “وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى . فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى” . نعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم من سخطه وعقابه .
وكذلك الربا والسحر والادعاء - يعني ادعاء علم المغيبات - وجميع الآثام كالخمر وأنواعه من المسكر كالتنباك وأشباهه ، والبغي والظلم والعدوان ، وأخذ أموال الضعفاء والفقراء … وها أنتم تعرفون فعلكم ، وتعرفون ما عندكم من الشرك والقبائح ، وتعرفون أنفسكم ، كما قال تعالى : “بَلِ الْإِنْسِانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيْرَةٌ . وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيْرَهُ” .
وإن قلت أيها المبطل : إن الذي أنتم عليه هو الذي أمر الله به ورسوله ، فقد كذبت وافتريت على الله ورسوله ، وكابرت بالكفر والضلال ، ونسبت إلى الله ما لا يليق به ، ونسبت إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يليق بحقه ، ويكذبك في ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وخلفها ، كما قال تعالى “فَمَنْ أَظَْمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالْصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوَىً لِلْكَافِرِينَ” .
واعتمدت في ذلك على قول إخوانك الكفرة الذين من قبلك …. وذهبت إلى ما ذهب إليه أخوك فرعون حيث قال لما دعاه موسى عليه السلام قال لقومه : “مَا أُرِيْكُمْ إِلَّا مِا أَرَى وَمَا أَهْدِيْكُمْ إِلَّا سَبِيْلَ الْرَّشَادِ” ، فزعم عدو الله أنه واعظ مذكر ، قبحه الله من واعظ ومذكر .
وذهبت إلى ما ذهب إليه أخوك أبو جهل حيث قنت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (اللهم أقطعنا للرحم ، وآتانا بما لا نعرفه ، فأَحْنِهِ الغداة) … وأما ما ذكرت : أنا نقتل الكفار ، فهذا أمر ما نتعذر عنه ، ولم نستخف فيه ، ونزيد في ذلك إن شاء الله ، ونوصي به أبناءنا من بعدنا ، وأبناؤنا يوصون به أبناءهم من بعدهم ، كما قال الصحابي : على الجهاد ما بقينا أبدا .
ونرغم أنوف الكفار ، ونسفك دماءهم ، ونغنم أموالهم بحول الله وقوته ، ونفعل ذلك اتباعا لا ابتداعا ، طاعةً لله ولرسوله ، وقربةً نتقرب بها إلى الله تعالى ، ونرجو بها جزيل الثواب ….
وأما ما ذكرتم أنكم مشيتم على الأحساء فنقول : الحمد لله على ذلك الممشى … فلما أتيتم الأحساء وارتد معكم أهلها ، ولم يبق إلا قَصْرَانِ من المسلمين في كل واحد منهما خمسون رجلا ، فيهم أطراف الناس .. فلما تهيأنا للهجوم عليكم ولم يبق بيننا وبينكم إلا مسيرة خمس مراحل ، قذف الله الرعب في قلوبكم ، ووليتم هاربين منهزمين لا يلوي أحد على أحد .. فلما علمنا بانهزامكم مدبرين أخذنا لوجهكم طالبين ، ورجع من المسلمين قريب ثلث العسكر لما عرفوا أن الله أوقع بكم بأسه ، ولحقناكم وأتيناكم من عند وجوهكم ، ونوخنا مناخ سوء لكم ، ورجونا أن الله قد أمكننا منكم ، وأن يمنحنا أكتافكم ، ويورثنا أرضكم ودياركم .
فلما حل بكم العطب وضافت عليكم الأرض بما رحبت ، واستسلمتم لزهوق نفوسكم ، توسلتم بابن ثامر ، وأمرته يبدي لنا الرقة والوجاهة ، فجاءنا ثم جاءنا ركبك وكتابك وتوجهك ، وجنحنا لقوله تعالى : “وَإِنْ جَنَحُوْا لِلْسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ” … وقولك إنا أخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أموالها ، فالحمد لله رب العالمين ، ولا نتعذر من ذلك ، ونقول : “وَلِلْكَافِرِيْنَ أَمْثَالُهَا” … وما ذكرت من جهة الحرمين الشريفين : الحمد لله على فضله وكرمه ، حمدا كثيرا كما ينبغي أن يُحمد ، وعز جلاله ، لما كان أهل الحرمين آبين عن الإسلام ، وممتنعين عن الانقياد لأمر الله ورسوله ، ومقيمين على مثل ما أنت عليه اليوم من الشرك والضلال والفساد ، وجب علنا الجهاد بحمد الله فيما يزيل ذلك عن حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم من غير استحلال لحرمتهما .
ونحن ولله الحمد أهل احترام لحرمه لا أنتم … فإذا كنت تزعم أنها من ولايتك فما منعك أن تفك ولايتك ، أو تنفع أهلها بميرة حين ضاق بهم الحال ، بل كنت إلى الآن لم تؤد فريضة حجك ، وأرجو أن تموت على ملتك النصرانية ، وتكون من خنازير النار إن شاء الله … فإن أردت النجاة وسلامة الملك فأنا أدعوك إلى الإسلام ، كما قال صلى الله عليه وسلم لهرقل ملك الروم : “أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين” …. وأما المهادنة والمسابلة على غير الإسلام فهذا أمر محال بحول الله وقوته ، وأنت تفهم أن هذا أمر طلبتموه منا مرة بعد مرة ، وأرسلتم لنا عبدالعزيز القديمي ، ثم أرسلتم لنا عبدالعزيز بيك ، وطلبتم المهادنة والمسابلة ، وبذلتم الجزية ، وفرضتم على أنفسكم كل سنة ثلاثين ألف مثقال ذهبا ، فلم نقبل ذلك منكم ، ولم نُجِبْكُم للمهادنة .
فإن قبلتم الإسلام فخيرتها لكم وهو مطلوبنا ، وإن أبيتم فنقول لكم كما قال الله تعالى : “وَإِنْ تَوَلَّوْا فِإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ الْسَّمِيعُ الْعَلِيمُ”) .
الدرر السنية ج٩ ص٢٦٥-٢٨٩
🔘 وقال في رسالة أخرى إلى يوسف باشا والي الشام : (من سعود بن عبدالعزيز إلى جناب حضرة يوسف باشا وزير الشام ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، كما قال النبي : “أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين” … فإن هداك الله فخيرٌ يُهيأ لك … فإن أبيتم إلا الكفر بالله واخترتم الضلال على الهدى ، نقول كما قال جل جلاله : “وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ الْسَّمِيعُ الْعَلِيمُ” ، ونقول : يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين ، فإنه نعم المولى ونعم النصير) .
تاريخ البلاد العربية السعودية للدكتور منير العجلاني ج٣ ص٢١٠ .
🔘 وقال في رسالة أخرى إلى سليمان باشا والي الشام ، بتاريخ ١٤ ذي القعدة ١٢٢٥هـ : (من سعود بن عبدالعزيز إلى سليمان باشا . أما بعد ، فقد وصل إلينا كتابكم ، وفهمنا ما تضمنه خطابكم ، وما ذكرتم من أن كتابنا المرسل إلى يوسف باشا على غير ما أمر الله به ورسوله من الخطاب للمسلمين بمخاطبة الكفار والمشركين ، وأن هذا حال الضالين وأسوة الجاهلين ، كما قال تعالى : “فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيِغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ” .
فنقول في الجواب عن ذلك : بأننا متّبعون ما أمر الله به رسوله وعباده المؤمنين .. ومن تلبيس إبليس ومكيدته لكل جاهل خسيس : أن يظن أن ما ذم الله به اليهود والنصارى والمشركين لا يتناول من شابههم من هذه الأمة ، ويقول إذا استدل عليه بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية : هذه الآيات نزلت في المشركين ، نزلت في اليهود ، نزلت في النصارى ، ولسنا منهم ، وهذا من أعظم مكائده وتلبيسه ، فإنه فتن بهذه الشبهة كثيرا من الأغبياء والجاهلين …. ولسنا بحمد الله نتبع المتشابه من التنزيل ، ولا نخالف ما عليه أئمة السنة من التأويل ، فإن الآيات التي استدللنا بها على كفر المشرك وقتاله هي من الآيات المحكمات في بابها ، لا من المتشابهات …
فكل من دعا مخلوقا أو استغاث به أو جعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يقول : يا سيدي فلان أغثني ، أو انصرني ، أو اقض ديني ، أو اشفع لي عند الله في قضاء حاجتي ، أو أنا متوكل على الله وعليكم ، فهو مشرك في عبادة الله غيرَه ، وإن قال بلسانه : لا إلا إلا الله وأنا مسلم …. فكيف بمن كفر بمعنى لا إله إلا الله ؟ وصار الشرك وعبادة غير الله هو دينه ، وهو المشهور في بلده ، ومن أنكر ذلك عليكهم كفّروه وبدّعوه وقاتلوه ، فكيف يكون من هذا فعله مسلما من أهل السنة والجماعة ؟ مع منابذته لدين الإسلام الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، إلى غير ذلك من المجاهرة بالكفر والمعاصي ، واستحلال محارم الله ظاهرا .
فشعائر الكفر بالله ، والشرك به ، هي الظاهرة عندكم ، مثل : بناء القباب على القبور ، وإيقاد السرج عليها ، وتعليق الستور عليها ، وزيارتها بما لم يشرعه الله ورسوله ، واتخاذها عيدا ، وسؤال أصحابها قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات ، هذا مع تضييع فرائض الله التي أمر الله بإقامتها ، من الصلوات الخمس وغيرها ، فمن أراد الصلاة صلى وحده ، ومن تركها لم يُنكر عليه ، وكذلك الزكاة ، وهذا أمر قد شاع وذاع وملأ الأسماع في كثير من بلاد الشام والعراق ومصر ، وغير ذلك من البلدان .
إلى أن قال : .. فانظر إلى تصريح هؤلاء الأئمة بأن هذه الأعمال الشركية قد عمت بها البلوى ، وشاعت في كثير من بلاد الشام وغيرها ، وأن الإسلام اقد اشتدت غربته ، حتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا ، وأن هذه المشاهد والأبنية التي على القبور قد كثرت ، وكثر الشرك عندها وبها ، حتى صار كثير منها بمنزلة اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، بل أعظم شركا عندها وبها ، وهذا مما يبطل قولكم إنكم على الفطرة الإسلامية والاعتقادات الصحيحة ، ويبين أن أكثركم قد فارق ذلك ، ونبذه وراء ظهره ، وصار دينه الشرك بالله ودعاء الأموات والاستغاثة بهم وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات والتمسك بالبدع المحدثات .
وأما قولكم : “فنحن مسلمون حقا ، وأجمع على ذلك أئمتنا أئمة المذاهب الأربعة ومجتهدو الدين والملة المحمدية” .
فنقول : قد بينا من كلام الله وكلام رسوله وكلام أتباع الأئمة الأربعة ما يدحض حجتكم الواهية ويبطل دعواكم الباطلة ، وليس كل من ادعى دعوى صدقها بفعله ، فما استغنى فقير بقوله : ألف دينار ، وما احترق لسان بقوله : نار …. وحال أئمتكم وسلاطينكم تشهد بكذبكم وافترائكم في ذلك ، وقد رأينا لما فتحنا الحجرة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عام اثنين وعشرين [ومائتين وألف للهجرة] رسالة لسلطانكم سليم ، أرسلها ابن عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغيث به ويدعوه ، ويسأله النصر على الأعداء من النصارى وغيرهم ، وفيها من الذل والخضوع والعبادة والخشوع ما يشهد بكذبكم .
وأولها : من عُبَيدك السلطان سليم وبعد : يا رسول الله. قد نالنا الضر ، ونزل بنا من المكروه ما لا نقدر على دفعه ، واستولى عباد الصلبان على عباد الرحمن ، نسألك النصر عليهم ، والعون عليهم ، وأن تكسرهم عنا ، وذكر كلاما كثيرا هذا معناه وحاصله .
فانظر إلى هذا الشرك العظيم والكفر بالله الواحد العليم ، فما سأله المشركون من آلهتهم العزى واللات ، فإنهم إذا نزلت بهم الشدائد أخلصوا لخالق البريات .
فإذا كان هذا حال خاصتكم فما الظن بفعل عامتكم ، وقد رأينا من جنس كلام سلطانكم كتبا كثيرة في الحجرة للعامة والخاصة ، فيها من سؤال الحاجات وتفريج الكربات ما لا نقدر على ضبطه …
إلى أن قال : فإن كنتم صادقين في دعواكم أنكم على ملة الإسلام ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاهدموا تلك الأوثان كلها ، وسووها بالأرض ، وتوبوا إلى الله من جميع الشرك والبدع ، وحققوا قول لا إله إلا الله محمد رسول الله .
ومن صرف من أنواع العبادة شيئا لغير الله من الأحياء والأموات فانهوه عن ذلك ، وعرّفوه أن هذا مناقض لدين الإسلام ، ومشابهة لدين عباد الأصنام ، فإن لم ينته عن ذلك إلا بالمقاتلة وجب قتاله … فإذا فعلتم ذلك : فأنتم إخواننا ، لكم ما لنا ، وعليكم ما علينا ، يحرم علينا دماؤكم وأموالكم ، وأما إن دمتم على حالكم هذه ، ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه ، وتلتزموا دين الله الذي بعث الله به رسوله ، وتتركوا الشرك والبدع والمحدثات ، لم نزل نقاتلكم حتى تراجعوا دين الله القويم ، وتسلكوا صراطه المستقيم كما أمرنا الله بذلك حيث يقول : “وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الْدِّينُ كُلُّهُ لِلـهِ”) .
الدرر السنية ج١ ص٣٨٢
٢ - الشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (ت١٢٣٣هـ)
مؤلف كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ، وقد قتله الأتراك بعد سقوط الدرعية ، وعمره ثلاثة وثلاثون عاما ، رحمه الله .
وقد ألف رسالة عندما دخل الترك إلى الجزيرة العربية عنوانها : (الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك) ، قال في بدايتها : (اعلم رحمك الله أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم ، خوفا منهم ومداراة لهم ومداهنة لدفع شرهم ، فإنه كافر مثلهم ، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين . هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك ، فكيف إذا كان في دار منعة ، واستدعى بهم ، ودخل في طاعتهم ، وأظهر الموافقة على دينهم الباطل ، وأعانهم عليه بالنصرة والمال ، ووالاهم وقطع الموالاة بينه وبين المسلمين ، وصار من جنود الشرك والقباب وأهلها ، بعدما كان من جنود الإخلاص والتوحيد وأهله ؟! فإن هذا لا يشك مسلم أنه كافر ، من أشد الناس عداوة لله ورسوله) .
وقال فيها : (فأخبر الله أنه لا يستوي من اتبع رضوان الله ، ومن اتبع ما يسخطه ومأواه جهنم يوم القيامة ، ولا ريب أن عبادة الرحمن وحده ونصرها ، وكَوْن الإنسان من أهلها : من رضوان الله ، وأن عبادة القباب والأموات ، ونصرها ، والكوْن من أهلها مما يسخط الله ، فلا يستوي عند الله من نصر توحيده ودعوته بالإخلاص وكان مع المؤمنين ، ومن نصر الشرك ودعوة الأموات وكان مع المشركين .
وقال : (فكيف بأهل البلدان الذين كانوا على الإسلام ، فخلعوا ربقته من أعناقهم ، وأظهروا لأهل الشرك الموافقة على دينهم ، ودخلوا في طاعتهم ، وآووهم ونصروهم ، وخذلوا أهل التوحيد ، واتبعوا غير سبيلهم ، وخطّؤوهم ، ظهر فيهم سبهم وشتمهم وعيبهم والاستهزاء به وتسفيه رأيهم في ثباتهم على التوحيد والصبر عليه ، وعلى الجهاد فيه ، وعاونوهم على أهل التوحيد طوعا لا كرها ، واختيارا لا اضطرارا ، فهؤلاء أولى بالكفر والنار من الذين تركوا الهجرة شحا بالوطن وخوفا من الكفار) .
وقال فيها : (فإن جادل مجادل في أن عبادة القباب ودعاء الأموات مع الله ليس بشرك ، وأن أهلها ليسوا بمشركين ، بانَ أمره واتضح عناده وكفره) .
🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆
النصوص في الدولة السعودية الثانية
٣ - الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (ت١٢٩٣هـ) وهو شيخ مشائخ الدولة السعودية الثانية .
وهو جد عامة مشاهير آل الشيخ من بعده .
قال في رسالة أرسلها إلى الشيخ حمد بن عتيق حول أمور جرت على يد بعض الأعيان في ذلك الوقت : (ثم بعد ذلك بدا لي منه : أنه كاتب الدولة الكافرة الفاجرة ، واستنصرها واستجلبها على ديار المسلمين … فخاطبته شفاها بالإنكار والبراءة ، وأغلظت له بالقول إن هذا هدم لأصول الإسلام وقلْع لقواعده ، وفيه وفيه وفيه مما لا يحضرني تفصيله الآن ….. وبعد ذلك : أتانا النبأ الفادح الجليل ، والخطب الموجع العظيم ، الذي طمس أعلام الإسلام ، ورفع الشرك بالله وعبادة الأصنام في تلك البلاد التي كانت بالإسلام ظاهرة ، ولأعداء الملة قاهرة ، وذلك بوصول عساكر الأتراك ، واستيلائهم على الأحساء والقطيف ، يقدمهم طاغيتهم داود بن جرجيس ، داعيا إلى الشرك بالله وعبادة إبليس .
فانقادت لهم تلك البلاد ، وأنزلوا العساكر بالحصون والقلاع ، ودخلوها بغير قتال ولا نزاع ، فطاف بهم إخوانهم من المنافقين ، وظهر الشرك برب العالمين ، وشاعت مسبة أهل التوحيد والدين ، وفشا اللواط والمسكر والخبث المبين ، ولم ينتطح في ذلك شاتان لما أوحاه وزيّنه الشيطان …. إذا عرفت هذا ، عرفت شيئا من جناية الفتن ، وأن منها قلع قواعد الإسلام ومحو أثره بالكلية ، وعرفت حينئذ أن هذه الفتنة من أعظم ما طرق أهل نجد في الإسلام ، وأنها شبيهة بأول فتنة وقعت فيه ، فالله الله في الجد والاجتهاد ، وبذل الوسع والطاقة في جهاد أعداء الله ، وأعداء رسله .. هذا ما عندي في هذه الحادثة … وأسأل الله أن يهديني وإياك إلى صراطه المستقيم ، وأن يمن علينا وعليك بمخالفة أصحاب الجحيم ، والسلام) .
الدرر السنية ج٨ ص٣٩١
وقال في رسالة أخرى أرسلها إلى جمع من المشائخ : (فلما صدر .. ما صدر من جلب الدولة إلى البلاد الإسلامية ، والجزيرة العربية ، وإعطائهم الأحساء والقطيف والخط ، تبرأنا مما تبرأ الله منه ورسوله ، واشتد النكير عليه شفاها ومراسلة لمن يقبل مني ويأخذ عني ، وذكرت لكم أن بعض الناس جعله ترسا تُدفع به النصوص والأحاديث والآثار ، وما جاء من وجوب جهادهم ، والبراءة منهم ، وتحريم موادتهم ومؤاخاتهم ، من النصوص القرآنية ، والأحاديث الصحيحة الصريحة النبوية) .
الدرر السنية ج١ ص١٧
وقال في رسالة أخرى إلى الإخوان من بني تميم : (ثم بلغنا أن الدولة ومن والاهم من النصارى وأشباههم نزلوا على القطيف … وهم يريدون الإسلام وأهله ، وحضينا سعودا على جهادهم ورغّبناه في قتالهم ، وكتبنا لبلدان المسلمين بذلك ، قال الله تعالى : “وَإِنْ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الْدِّينِ فَعَلَيْكُمُ الْنَّصْرُ” ، والعاقل يدور مع الحق أينما دار ، وقتال الدولة والأتراك والإفرنج وسائر الكفار من أعظم الذخائر المنجية من النار) .
الدرر السنية ج٩ ص٢٢
وقال في رسالة إلى أهل الحوطة : (فمن ذلك : الفتنة الكبرى ، والمصيبة العظمى : الفتنة بعساكر المشركين أعداء الملة والدين ، وقد اتسعت وأضرّت ، ولا ينجو المؤمن منها إلا بالاعتصام بحبل الله وتجريد التوحيد ، والتحيز إلى أولياء الله وعباده المؤمنين ، والبراءة كل البراءة ممن أشرك بالله وعدل به غيره ، ولم ينزهه عما انتحله المشركون ، وافتراه المكذبون ، وأفضل القرب إلى الله : مقت أعدائه المشركين ، وبغضهم وعداوتهم وجهادهم ، وبهذا ينجو العبد من توليهم من دون المؤمنين ، وإن لم يفعل ذلك ، فله من ولايتهم بحسب ما أخل به وتركه من ذلك) .
الدرر السنية ج٩ ص٢٣-٢٤
٤ - الشيخ عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (ابن الشيخ السابق ، وجد الملك فيصل لأمه ، وأحد مشاهير علماء الدعوة السلفية في أواخر الدولة السعودية الثانية وما بعدها ، ت١٣٣٩هـ) .
فقد سُئل عن من لم يكفر الدولة [العثمانية] ، ومن جرّهم على المسلمين واختار ولايتهم ؟
فأجاب : (من لم يعرف كفر الدولة ، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين : لم يعرف معنى لا إله إلا الله ، فإن اعتقد مع ذلك أن الدولة مسلمون ، فهو أشد وأعظم ، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله وأشرك به ، ومن جرّهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة فهي ردة صريحة) .
الدرر السنية ج١٠ ص٤٢٩
وقال في جواب أحد الأسئلة : (وأقاموا على ذلك مدة سنين في أمن وعافية وعز وتمكين ، وبنودهم تخفق شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، حتى دهمهم ما دهمهم من الحوادث العظام التي أزعجت القلوب .. والفتنة التي حلت بهم هي فتنة العساكر التركية والمصرية ، فانتثر نظام الإسلام ، وشتت أنصاره وأعوانه ، وارتحلت الدولة الإسلامية ، وأعلن أهل النفاق بنفاقهم ، فرجع من رجع إلى دين آبائه ، وإلى ما كان عليه سابقا من الشرك والكفر ، وثبت من ثبت على الإسلام) .
الدرر السنية ج١٠ ص٤٥٠
وقال يصف العثمانيين عند غزو الإنكليز لعمان : (وهذه الدولة التي تنتسب إلى الإسلام هم الذين أفسدوا على الناس دينهم ودنياهم ، استسلموا للنصرانية ، واتحدت كلمتهم معهم ، وصار ضررهم وشرّهم على أهل الإسلام والأمة المستجيبة لنبيها والمخلصة لربها ، فحسبنا الله ونعم الوكيل) .
الدرر السنية ج٨ ص٢٢ .
٥ - الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البابطين (مفتي الديار النجدية في وقته ت١٢٩٢هـ)
فقد سُئل عن مسلم له ثمرة ، أخذها جيرانه ، يدّعون أنهم اشتروها من رجل آخر اشتراها من عدو تغلب عليهم من أمراء الأتراك المتغلبين على البلاد ، وأقام صاحب الثمرة بيّنة أن هذا الرجل الذي باعها على جيرانه استوهبها من العدو المتغلب فوهبها له ، والبينة تشهد بإقرار البائع له ، وكذلك تشهد البينة على إقرار المشترين الذين باشروا أخذها من رؤوس النخل .. إلخ .
فأجاب : (الحمد لله رب العالمين ، لا بد من الكلام على أصل هذه المسألة ، وهو : ما حكم مال المسلم إذا استولى عليه الكفار ، هل يملكونه بذلك أم لا ؟ وفي المسألة قولان مشهوران للعلماء … وكلامهم هذا واختلافهم إنما هو في الكفار الأصليين ، وأما المرتدون فكلامهم رحمهم الله صريح في أن حكمهم ليس كذلك ، وأنهم لا يملكون ما استولوا عليه من أموال المسلمين … وعلى هذا فمن انتقل إليه مال مسلم من مرتد بقهر أو هبة أو شراء ، فصاحبه أحق به إذا وجده بغير شيء ، إذا ثبت ذلك : فهؤلاء الأعداء الذين استولوا على نجد وأهلها من حكمنا بكفره منهم فحكمه حكم المرتدين لا الأصليين ، لأن دارهم دار إسلام ، وحكم الإسلام غالب عليها ، وإن كان الشرك موجودا فيهم كثيرا ، فهذا الذي نراه ونعتقده ، والله أعلم) .
الدرر السنية ج٦ ص٣٩٨ إلى ٤٠١
٦ - الشيخ حمد بن عتيق (من مشاهير علماء الدولة السعودية الثانية ، وعاصر سقوطها ت١٣٠١هـ)
له كتاب بعنوان (سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين والأتراك) ألّفه لإلهاب الحماس ضد الدولة العثمانية ، وقال في مقدمته : (فإني قد تكلمت وشددت في النهي عن موالاة المشركين ، ودعوت مَن حولي من المسلمين إلى عداوة الكافرين) .
وقال : (ومما أخبر به [صلى الله عليه وسلم] أن أمته تقاتل الترك الكفار ، ووصفهم بأنهم صغار العيون ذلف الأنوف ، كأن وجوههم المجان المطرقة … فكان من حكمة الله وعدله أن سلّطهم في المائة الثالثة عشرة ، فخرجوا على أهل الديار النجدية لما ظهرت فيهم الملة الحنيفية ودعوا إلى الطريقة المحمدية ، ولكن حصل من بعضهم ذنوب بها تسلطت هذه الدولة الكفرية ، فجرى ما هو ثابت في الأقدار الأزلية) ص٢٦ .
وقال : (وكما وقع من العقوبة على مخالفة هدي المسلمين بتسليط الكفار على ما ذكره شيخ الإسلام ؛ وقع نظيره في هذه الأزمان ، فإن المنتسبين إلى الإسلام لما سلكوا كثيرا من هدي اليهود والنصارى وأهل الجاهلية المشركين والأعاجم أعداء الدين ، وتشبّهوا بهم في كثير من الأمور ، سُلط عليهم الترك الكافرون الخارجون عن شرائع الإسلام ، فجرى على الإسلام محن عظيمة … فأفسدوا الأديان ، وخربوا البلدان ، وأهانوا الأبدان) . ص٦٣
🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆🔆
النصوص في الدولة السعودية الثالثة
٧ - الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (ت١٣٦٧هـ) ( أخ الشيخ السابق ، وجد المفتي الحالي ) .
٨ - الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (ت١٣٧٢هـ)
حيث سئل الشيخ محمد بن عبداللطيف ، والشيخ صالح بن عبدالعزيز ، والشيخ سليمان بن سحمان (ت١٣٤٩هـ) ، والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف (المفتي السابق ت١٣٨٩هـ) ، وكافة علماء العارض ، عن جماعة خرجوا من بلادهم ، وانحازوا إلى الدولة العثمانية أثناء توحيد المؤسس الملك عبدالعزيز للدولة السعودية الثالثة ، يدعون أنهم مقتدون بجعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم حيث خرجوا من مكة مهاجرين إلى الحبشة ؟
فأجابوا : هؤلاء الذين ذكرهم السائل … لا شك في كفرهم وردتهم ، لأنهم انحازوا إلى أعداء الله ورسوله ، وطلبوا الدخول تحت ولايتهم ، واستعانوا بهم ، فجمعوا بين الخروج من ديار المسلمين ، واللحوق بأعداء الملة والدين ، وتكفيرهم لأهل الإسلام ، واستحلال دمائهم وأموالهم ….
وأما استدلالهم بقصة جعفر وأصحابه لما هاجروا إلى الحبشة فباطل ، فإن جعفرا وأصحابه لم يهاجروا من مكة إلا وهي إذ ذلك بلاد كفر … وأما هؤلاء فقد خرجوا من بين ظهراني المسلمين ، وانحازوا إلى الكفار والمشركين ، وجعلوا بلاد المسلمين بلاد كفر .. ولا يستدل بقصة جعفر والحال هذه إلا من هو أضل الناس وأعماهم ، وأبعدهم عن سواء السبيل …
وأما قول السائل : إنهم يدّعون أنهم رعية الأتراك ، ومن الأتراك السابقين ، وأنهم لم يدخلوا تحت أمر ابن سعود وطاعته إلا مغصوبين ، فهذا أيضا من أعظم الأدلة على ردتهم وكفرهم) .
الدرر السنية ج٩ ص٢٠٩ إلى ٢١١ .
الدرر السنية ج٩ ص٢٠٩ إلى ٢١١ .
٩ - الشيخ محمد بن إبراهيم (المفتي السابق) ابن الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (ت١٣٨٩هـ)
وقد مرّت فتواه مع فتوى عمه الشيخ محمد بن عبداللطيف في الفقرة السابقة .
وعندما توفي عمه الشيخ محمد بن عبداللطيف عام ١٣٦٧هـ رثاه بقصيدة قال فيها :
وقد كان شمسا للأنام منيرة
……… وكهفا - لَعَمْري - للهداة الأفاضل
وكان شهابا محرقا لذوي الردى
……..… وأجناد إبليس اللعين المخاتل
يرد على ذي الابتداع ابتداعه
……… ويثنيه مغلولا على غير حاصل
وسيفا على الكفار قد سل نصله
………..… يفلق من هاماتهم كل طائل
من الترك والأرفاض أخبث شيعة
………… وعبّادة الأوثان أهل الغوائل
وجهمية في غيرهم من طوائف
………. وأحزاب سوء قد أقاموا لباطل
الدرر السنية ج١٦ ص٤٦٤
١٠ - بعض علماء آل الشيخ دون تحديد
وقال بعضهم رحمهم الله : (فمن لم يكفّر المشركين من الدولة التركية ، وعبّاد القبور كأهل مكة وغيرهم ممن عبد الصالحين ، وعدل عن توحيد الله إلى الشرك ، وبدّل سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالبدع ، فهو كافر مثلهم ، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ، ويحب الإسلام والمسلمين ، فإن الذي لا يكفر المشركين غير مصدق بالقرآن ، فإن القرآن قد كفر المشركين ، وأمر بتكفيرهم وعداوتهم وقتالهم) .
الدرر السنية ج٩ ص٢٩١
١١ - الشيخ سليمان بن سحمان (شاعر الحركة السلفية ت١٣٤٩هـ)
له قصيدة مطلعها :
ألا قل لأهل العلم من ساكن الجبل
…….. وصفوة أهل الخير من ذلك المحل
ويقول فيها :
وما قال في الأتراك من وصف كفرهم
…….. فحقٌّ فهم من أكفر الناس في النحل
وأعداهمُ للمسلمين ، وشرّهم
…….. ينوف ويربو في الضلال على المِلل
ومن يتول الكافرين فمثلهم
……. ولا شك في تكفيره عند من عقل
ومن قد يواليهم ويركن نحوهم
…….. فلا شك في تفسيقه وهو في وجل
إلى أن قال :
وكل محب أو معين وناصر
……. ويظهر جهرا للوفاق على العمل
فهم مثلهم في الكفر من غير ريبة
…….. وذا قول من يدري الصواب من الزلل
ديوان الشيخ سليمان بن سحمان ص١٩١-١٩٢
سليمان بن سحمان ايضا كفر الاباضية
ردحذفلي بحث عن الموضوع اكتبه