(١) الطريق الأول
قال الإمام ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار ج١ ص٣٢١: (حدثني أبو حاتم، عن الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قلت لخارجة بن زيد: هل كان الغناء في العرسات؟ قال: قد كان ذاك، ولا يحضر بما يحضر به اليوم من السفه، دعانا أخوالنا بنو نبيط في مدعاة لهم، فشهد المدعاة حسان بن ثابت وابنه عبدالرحمن، وإذا جاريتان تغنيان:
انظر خليلي بباب جلق هل – تؤنس دون البلقاء من أحد
فبكى حسان وهو مكفوف، وجعل يومئ إليهما عبدالرحمن أن زيدا، فلا أدري ماذا يعجبه من أن يبكيا أباه).
وقال الإمام ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث ص٤٢٢: (حدثني أبو حاتم، عن الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قلت لخارجة بن زيد: هل كان الغناء يكون في العرسات؟ قال: قد كان ذاك، ولا يحضر بما يحضر اليوم من السفه، دعانا أخوالنا بنو نبيط في مدعاة لهم، فشهد المدعاة حسان بن ثابت وابنه عبدالرحمن وأنا، جاريتان تغنيان:
انظر خليلي بباب جلق هل – تؤنس دون البلقاء من أحد
فبكى حسان وقد كُف بصره، وجعل عبدالرحمن يومئ إليهما أن زيدا، فلا أدري ماذا يعجبه من أن يبكيا أباه، ثم جيئ بالطعام فقال حسان: أطعام يد أم طعام يدين؟ فقالوا: طعام يد، يريدون الثريد، فأكل، ثم أُتي بطعام آخر، فقال: أطعام يد أم طعام يدين؟ قالوا: طعام يدين، يعنون الشواء، فكفّ).
رجال الإسناد:
ابن قتيبة الدينوري عبدالله بن مسلم بن قتيبة (٢١٣-٢٧٦هـ): قال الذهبي: (العالم الكبير ذو الفنون.. صاحب التصانيف، نزل بغداد وصنف وجمع، وبعد صيته)، وقال: (صدوق قليل الرواية)، وقال الخطيب البغدادي: (كان ثقة ديّنا فاضلا، وهو صاحب التصانيف المشهورة والكتب المعروفة)، وذكر الخطيب من تصانيفه كتاب مُشكِل الحديث وكتاب عيون الأخبار، وقال مسلمة بن القاسم: (صدوق من أهل السنة)، وقال أبو طاهر السلفي: (من الثقات وأهل السنة).
أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان (ت٢٥٥هـ)، قال الذهبي: (الإمام العلامة المقرئ النحوي اللغوي صاحب التصانيف، تصدر للإقراء والحديث والعربية)، وقال: (صدوق)، وقال مسلمة بن القاسم الأندلسي: (أرجو أن يكون صدوقا)، وقال ابن حبان: (مستقيم الحديث)، وقال البزار: (مشهور لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق فيه دعابة)، وقال السيوطي نقلا عن أبي الطيب اللغوي: (وكان أبو حاتم في نهاية الثقة والإتقان).
الأصمعي عبدالملك بن قريب الباهلي (ت٢١٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ، حجة الأدب لسان العرب)، قال يحيى بن معين: (كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه)، وقال مرة: (ثقة)، وقال أبو داود: (صدوق)، وقال ابن حبان: (ليس فيما يروي عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال الذهبي: (صدوق).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد (ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
فائدة: روايات ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة صحيحة على شرط البخاري:
روى ابن أبي الزناد عن أبيه، عن خارجة بن زيد: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم كتاب يهود، فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت، كنت أكتب له إلى يهود إذا كتب إليهم، فإذا كتبوا إليه قرأت كتابهم له)، علقه البخاري عن خارجة بن زيد بصيغة الجزم، ورواه البخاري في تاريخه عن ابن أبي أويس عن ابن أبي الزناد عن أبيه، ووصله ابن حجر في التغليق من طرق عن: ابن أبي أويس، ويحيى بن قزعة، وعبدالله بن وهب، وسليمان بن داود، وداود بن عمر، وسعيد بن سليمان الواسطي، وأحمد بن يونس، وعلي بن حجر، كلهم عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة.
{{{{{{{{{{{{{{{{
(٢) الطريق الثاني
قال الزبير بن بكار في الموفقيات ص٢١٢: (حدثني عمي مصعب بن عبدالله، عن أبيه عبدالله بن مصعب، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن إنسانا عمل مأدبة في زمان عثمان، فدعا لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم حسان بن ثابت وقد ذهب بصره، ومعه ابنه عبدالرحمن، قال: فجعل حسان يقول لابنه عبدالرحمن إذا أُتي بطعام: أطعام يد أم طعام يدين؟ قال: فإذا قال له: طعام يدين ؛ لم يأكل، وهو الشواء. قال هشام عن أبيه عروة: وكان في المأدبة قينتان تغنيانهم، وجعل عبدالرحمن بن حسان يشير إليهما تغنياهم بشعر حسان، فغنتا بقوله:
انظر نهارا بباب جلق هل – تؤنس دون البلقاء من أحد
قال: فبكى حسان وجعل ابنه يشير إليهما تغنيان بشعره أيضا، فيبكي.
رجال الإسناد:
الزبير بن بكار بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام (ت٢٥٦هـ): قال الذهبي: (علامة حافظ نسابة)، وقال الدارقطني: (ثقة)، وقال الخطيب: (كان ثقة تبثا عالما بالنسب وأخبار المتقدمين).
مصعب بن عبدالله بن مصعب (١٥٦-٢٣٦هـ): قال أحمد: (ثبت)، وقال ابن معين: (عالم بالنسب)، وقال أبو زرعة: (لقيته بالعراق وكان فاضلا)، وقال الدارقطني: (ثقة)، وذكره ابن حبان في الثقات.
عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير (ت١٨٤هـ): كان أمير المدينة في وقته، قال الخطيب البغدادي عنه: (كان محمودا في ولايته، جميل السيرة، مع جلالة قدره)، وقال الحاكم عن حديثه: (صحيح على شرط الشيخين)، ووثقه ابن حبان، وجود الذهبي حديثه، وحسن ابن حجر حديثه، وقال أبو حاتم: (شيخ من بابة عبدالرحمن بن أبي الزناد)، وعلق الألباني على كلامه هذا قائلا: (يعني أنه نحوه في الرواية، والمتقرر فيه [أي ابن أبي الزناد] أنه حسن الحديث، فابن مصعب عنده مثله أو قريب منه).
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام (٦١-١٤٦هـ): قال ابن سعد: (كان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة)، وقال أبو حاتم: (ثقة، إمام في الحديث)، وقال يحيى بن معين: (ثقة)، وقال يعقوب بن شيبة: (هشام ثبت)، روى له البخاري ومسلم.
عروة بن الزبير (١٩-٩٤): قال ابن سعد: (كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما ثبتا مأمونا)، وقال العجلي: (تابعي ثقة)، وقد احتج به البخاري ومسلم.
فائدة: توثيق عبدالله بن مصعب
روى عبدالله بن مصعب عدة أحاديث صححها علماء الحديث قديما وحديثا، ومن ذلك:
روى الحاكم في المستدرك عن عبدالله بن مصعب عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر عن أبيه، قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران)، ثم قال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين)، وأقره المقريزي في إمتاع الأسماع.
وروى الحاكم في مستدركه عن عبدالله بن مصعب بإسناده (لما خرج طلحة والزبير وعائشة لطلب دم عثمان رضي الله عنهم عرضوا من معهم بذات عرق، فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فردوهما)، قال الذهبي: (سنده جيد).
وروى أبو يعلى عن مصعب بن عبدالله عن أبيه بإسناده عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم على من تحرم النار؟ على كل هين لين قريب سهل). قال ابن حجر في الموسوعة الحديثية ج٥ ص٤٤٠: (هذا حديث حسن، أخرجه أبو يعلى في مسنده والطبراني في الأوسط).
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (١٩٤٤): (فضل الله قريشا بسبع خصال.. ذكر العراقي له شاهدا من رواية الطبراني في المعجم الأوسط.. حدثنا مصعب، حدثني أبي، ثنا عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير، عن هشام بن عروة.. قال: لا يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد، وقال العراقي: "هذا حديث يصلح أن يخرج للاعتبار به والاستشهاد، فإن عبدالله بن مصعب بن ثابت ذكره ابن حبان في الثقات وضعفه ابن معين"، قلت: هو صالح للاستشهاد كما يشير إليه كلامه، فقد روى عنه جمع من الثقات، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: "هو شيخ، بابة عبدالرحمن بن أبي الزناد"، يعني أنه نحوه في الرواية، والمتقرر فيه أنه حسن الحديث، فابن مصعب عنده مثله أو قريب منه، فهو على الأقل صالح للاعتضاد به والاستشهاد بحديثه).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(٣) الطريق الثالث
روى ابن عبدربه في العقد الفريد ج٧ ص٧: (قال فرج بن سلام: حدثني الرياشي، عن الأصمعي، قال: شهد حسان بن ثابت مأدبة لرجل من الأنصار وقد كف بصره، ومع ابنه عبدالرحمن، فكلما قدم شيء من الطعام قال حسان لابنه عبدالرحمن: أطعام يد أم طعام يدين؟ فيقول له: طعام يد، حتى قدم الشواء، فقال له: هذا طعام يدين، فقبض الشيخ يده، فلما رفع الطعام اندفعت قينة تغني لهم بشعر حسان:
انظر خليلي بباب جلق هل – تبصر دون البلقاء من أحد
جمال شعثاء إذ هبطن من الـ - ـمنحش دون الكثبان فالسند
قال: فجعل حسان يبكي، وجعل عبدالرحمن يومئ إلى القينة أن تردده، قال الأصمعي: فلا أدري ما الذي أعجب عبدالرحمن بن بكاء أبيه).
رجال الإسناد:
ابن عبدربه أبو عمر أحمد بن محمد بن عبدربه (ت٣٢٨هـ): قال الذهبي: (العلامة الأديب الأخباري.. وكان موثقا نبيلا بليغا شاعرا)، وقال أبو منصور الثعالبي: (أحد محاسن الأندلس علما وفضلا وأدبا ونبلا)، وقال ابن الفرضي: (عالم الأندلس بالأخبار والأشعار وأديبها وشاعرها، كتب الناس تصنيفه وشعره).
فرج بن سلام (توفي قرابة ٢٩٠هـ): رواية كتب الجاحظ ومسندها لأهل الأندلس، ذكره ابن الفرضي في علماء الأندلس، وقال: (كان معتنيا بالأخبار والأشعار والآداب.. ورحل إلى المشرق ودخل العراق فلقي عمرو بن بحر الجاحظ [(ت٢٥٥هـ)]، وأخذ منه كتاب البيان والتبيين وغير ذلك من مكتوباته، وأدخلها الأندلس رواية عنه).
الرياشي عباس بن الفرج (ت٢٥٧هـ): قال الذهبي: (العلامة الحافظ شيخ الأدب.. وكان من بحور العلم. قال ابن حبان: كان راويا للأصمعي)، وقال الخطيب: (وكان ثقة، وكان من الأدب وعلم النحو بمحل عال، كان يحفظ كتب أبي زيد وكتب الأصمعي كلها)، وقال ياقوت الحموي: (وكان الرياشي ثقة فيما يرويه).
الأصمعي عبدالملك بن قريب الباهلي (ت٢١٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ، حجة الأدب لسان العرب)، قال يحيى بن معين: (كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه)، وقال مرة: (ثقة)، وقال أبو داود: (صدوق)، وقال ابن حبان: (ليس فيما يروي عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال الذهبي: (صدوق)، وهو يروي الخبر عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد.
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد (ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(٤) الطريق الرابع
قال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: (أخبرني حرمي، عن الزبير [بن بكار]، عن محمد بن الحسن المخزومي، عن محرز بن جعفر، قال: ختن زيد بن ثابت الأنصاري بنته فأولم، فاجتمع إليه المهاجرون والأنصار وعامة أهل المدينة، وحضر حسان بن ثابت وقد كف بصره يومئذ، وثقل سمعه، وكان يقول إذا دعي: أعرس أم عذار؟ فحضر ووضع بين يديه خوان ليس عليه إلا عبد الرحمن ابنه، فكان يسأله: أطعام يد أم يدين؟ فلم يزل يأكل حتى جاءوا بالشواء، فقال: طعام يدين، فأمسك يده، حتى إذا فرغ من الطعام ثنيت وسادة، وأقبلت الميلاء وهي يومئذ شابة، فوضع في حجرها مزهر، فضربت به ثم تغنت فكان أول ما ابتدأت به شعر حسان، قال:
فلا زال قبر بين بصرى وجلق - عليه من الوسمي جود ووابل
فطرب حسان، وجعلت عيناه تنضحان، وهو مصغ لها).
رجال الإسناد:
أبو الفرج الأصبهاني (ت٣٥٦هـ): قال الذهبي: (صدوق، لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق)، ووثقه الخطيب البغدادي وقال: (كان عالما بأيام الناس والأنساب والسيرة.. روى عنه الدارقطني وأبو إسحاق الطبري وإبراهيم بن مخلد ومحمد بن أبي الفوارس.. حدثنا التنوخي عن أبيه، قال: "ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم: أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والحديث المسند والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله، وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء، ويحفظ دون ما يحفظ منها علوما أخرى".. حدثني أبو عبدالله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي، قال: "سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول: كان أبو الفرج الأصهابني أكذب الناس، كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري شيئا كثيرا من الصحف، ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها"، قال العلوي: "وكان أبو الحسن البتي يقول: لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصبهاني").
وإيراد الخطيب البغدادي لتوثيق أبي الفرج الأصبهاني بعد إيراد القدح فيه يدل على أنه يتبنى القول بتوثيقه، فقد قال الذهبي في السير في ترجمة الخطيب البغدادي: (قال الخطيب: كلما ذكرت في التاريخ رجلا اختلفت فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت وختمت به الترجمة).
وذكره ابن الكيال في كتابه: (الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات)، وقال عنه ياقوت الحموي: (الجامع بين سعة الرواية والحذق في الدراية).
حرمي بن أبي العلاء (ت٣١٧هـ) واسمه أحمد بن محمد بن إسحاق بن أبي خميصة: قال الذهبي: (المحدث.. وثقه الخطيب وغيره).
الزبير بن بكار بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام (ت٢٥٦هـ): قال الذهبي: (علامة حافظ نسابة)، وقال الدارقطني: (ثقة)، وقال الخطيب: (كان ثقة ثبتا عالما بالنسب وأخبار المتقدمين).
محمد بن الحسن المخزومي (ت قريبا من ٢٠٠هـ): هو محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، أطبقوا على رد أحاديثه المرفوعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما أطبقوا على قبول أخباره عن أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وله كتاب في تاريخ المدينة يُعد مرجعا لكل من تطرق لهذا الباب، وهو راوي خبر انقطاع عقب خالد بن الوليد والتي أطبق المؤرخون وأهل النسب على قبولها، قال عنه أبو حاتم: (منكر الحديث وليس بمتروك الحديث)، يقصد أحاديث المرفوعة.
محرز بن جعفر مولى أبي هريرة (ت قرابة ١٥٠هـ): كان كاتبا في ولاية أبي جعفر المنصور، وهو تابعي مستور، فهو ثقة عند الترمذي وأبي داود والنسائي والطبري والحاكم وابن القطان وابن القيم والذهبي وابن كثير وابن رجب وأحمد شاكر والألباني وغيرهم
فائدة: توثيق مستوري التابعين
قال الذهبي في ديوان الضعفاء ص٤٧٨: (وأما المجهولون من الرواة فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتُلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ، وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين فيتأنى في رواية خبره، ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه وعدم ذلك)، وقال في الميزان ج١ ص٢١١: (فما كل من لا يُعرف ليس بحجة)، وقال في الميزان ج٣ ص٤٢٦ في ترجمة مالك بن الخير: (مصري، محله الصدق.. وقال ابن القطان: هو ممن لم تثبت عدالته، يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة، وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن أحدا نص على توثيقهم، والجمهور على أنه من كان من المشائخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح).
وقال أحمد شاكر في تخريج المسند ج٦ ص٣٠٤: (وأما ما كان فإن البخاري إذ ترجمه ولم يذكر فيه جرحا فهو توثيق له، ثم هو تابعي، والتابعون على الستر والثقة حتى يثبت غير ذلك).
وقال الألباني في ظلال الجنة ج١ ص٢١٤: (والنفس تطمئن للاحتجاج بحديث أمثاله من مستوري الحال من التابعين، وعلى ذلك جرى كثير من المحققين)، وقال في الإرواء رقم ٨٢٤: (فليس للحديث علة عندي إلا جهالة حال عبدالرحمن هذا وإن وثقه العجلي وابن حبان، فإنهما معروفان بالتساهل في التوثيق، ومع ذلك فإن بعض الحافظ يحسنون حديث مثل التابعي ولو كان مستورا غير معروف العدالة، كالحافظ ابن كثير وابن رجب)، وقال في الصحيحة ج١ ص٥٠٩: (فهو من مستوري التابعين الذي يُحتج بحديثهم ما لم يظهر خطؤهم)، وقال في رده على الأنصاري كما في الروض الداني ص١٢٩: (بل إن بعض العلماء ليقبلون أحاديث أمثال محمود هذا من التابعين المستورين ولو لم يعرف له متابع، ومن هؤلاء الحافظ ابن كثير وابن رجب وغيرهما من المحققين).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(٥) الطريق الخامس
قال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: (أخبرني ابن عبد العزيز الجوهري، عن ابن شبة، عن الأصمعي، عن أبي الزناد، قال: قلت لخارجة بن زيد: أكان يكون هذا الغناء عندكم؟ قال: كان يكون في العرسات ولم يكن يشهد بما يشهد به اليوم من السعة، وكان في أخوالنا بني نبيط مأدبة فدعينا، وثمّ قينة أو قينتان تنشدان شعر حسان بن ثابت، قال:
انظر خليلي بباب جلق هـل - تبصر دون البلقاء من أحد؟
قال: وحسان يبكي، وابنه يومئ إليهما أن زيدا، فإذا زادتا بكى حسان، فأعجبني ما يعجبه من أن تبكيا أباه، وقد كف بصر حسان بن ثابت يومئذ).
رجال الإسناد:
أبو الفرج الأصبهاني (ت٣٥٦هـ): قال الذهبي: (صدوق، لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق)، ووثقه الخطيب البغدادي وقال: (كان عالما بأيام الناس والأنساب والسيرة.. روى عنه الدارقطني وأبو إسحاق الطبري وإبراهيم بن مخلد ومحمد بن أبي الفوارس.. حدثنا التنوخي عن أبيه، قال: "ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم: أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والحديث المسند والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله، وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء، ويحفظ دون ما يحفظ منها علوما أخرى".. حدثني أبو عبدالله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي، قال: "سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول: كان أبو الفرج الأصهابني أكذب الناس، كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري شيئا كثيرا من الصحف، ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها"، قال العلوي: "وكان أبو الحسن البتي يقول: لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصبهاني").
وإيراد الخطيب البغدادي لتوثيق أبي الفرج الأصبهاني بعد إيراد القدح فيه يدل على أنه يتبنى القول بتوثيقه، فقد قال الذهبي في السير في ترجمة الخطيب البغدادي: (قال الخطيب: كلما ذكرت في التاريخ رجلا اختلفت فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت وختمت به الترجمة).
وذكره ابن الكيال في كتابه: (الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات)، وقال عنه ياقوت الحموي: (الجامع بين سعة الرواية والحذق في الدراية).
أحمد بن عبدالعزيز الجوهري (توفي قرابة ٣١٦هـ): راوية ابن شبة، ولا يُروى تاريخ المدينة إلا من طريقه، قال أبو أحمد العسكري في التصحيف والتحريف ص٤٥٧: (كان ضابطا صحيح العلم)، وقال ابن أبي الحديد بأنه من أهل الحديث وأنه ليس من الشيعة، قال أبو بكر الصولي في أخبار الراضي بالله والمتقي لله: (سنة ٣٢٣هـ وفيها توفي أحمد بن عبدالعزيز الجوهري صاحب عمر بن شبة)،واعتمد عليه الخطيب البغدادي في توثيق محمد بن عمران الضبي.
عمر بن شبة (١٧٣-٢٦٢هـ): قال أبو حاتم وابنه وابن حجر: (صدوق)، وقال الدارقطني والذهبي: (ثقة)، وقال الخطيب: (ثقة عالم بالسير وأيام الناس).
الأصمعي عبدالملك بن قريب الباهلي (ت٢١٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ، حجة الأدب لسان العرب)، قال يحيى بن معين: (كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه)، وقال مرة: (ثقة)، وقال أبو داود: (صدوق)، وقال ابن حبان: (ليس فيما يروي عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال الذهبي: (صدوق).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(٦) الطريق السادس
قال أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: (أخبرنا وكيع، عن حماد بن إسحاق، عن الواقدي (١٣٠-٢٠٧هـ)، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: سمعت خارجة بن زيد يقول: دعينا إلى مأدبة في آل نبيط، قال خارجة: فحضرتها، وحسان بن ثابت قد حضرها، فجلسنا جميعاً على مائدة واحدة وهو يومئذ قد ذهب بصره، ومعه ابنه عبد الرحمن، فكان إذا أتى طعام سأل ابنه: أطعام يد أم يدين؟ يعني باليد: الثريد، وباليدين: الشواء ؛ لأنه يُنهش نهشاً، فإذا قال: طعام يدين، أمسك يده، فلما فرغوا من الطعام أتوا بجاريتين: إحداهما رائقة والأخرى عزة، فجلستا وأخذتا مزهريهما وضربتا ضرباً عجيباً، وغنتا بقول حسان:
انظر خليلي بباب جلق هل - تبصر دون البلقاء من أحد
فأسمع حساناً يقول: قد أراني بها سميعاً بصيراً، وعيناه تدمعان، فإذا سكتتا سكت عنه البكاء، وإذا غنتا بكى، فكنت أرى ابنه عبد الرحمن إذا سكتتا يشير إليهما أن تغنيا، فيبكي أبوه، فأقول: ما حاجته إلى إبكاء أبيه).
رجال الإسناد:
أبو الفرج الأصبهاني (ت٣٥٦هـ): قال الذهبي: (صدوق، لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق)، ووثقه الخطيب البغدادي وقال: (كان عالما بأيام الناس والأنساب والسيرة.. روى عنه الدارقطني وأبو إسحاق الطبري وإبراهيم بن مخلد ومحمد بن أبي الفوارس.. حدثنا التنوخي عن أبيه، قال: "ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم: أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والحديث المسند والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله، وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء، ويحفظ دون ما يحفظ منها علوما أخرى".. حدثني أبو عبدالله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي، قال: "سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول: كان أبو الفرج الأصهابني أكذب الناس، كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري شيئا كثيرا من الصحف، ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها"، قال العلوي: "وكان أبو الحسن البتي يقول: لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصبهاني").
وإيراد الخطيب البغدادي لتوثيق أبي الفرج الأصبهاني بعد إيراد القدح فيه يدل على أنه يتبنى القول بتوثيقه، فقد قال الذهبي في السير في ترجمة الخطيب البغدادي: (قال الخطيب: كلما ذكرت في التاريخ رجلا اختلفت فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت وختمت به الترجمة).
وذكره ابن الكيال في كتابه: (الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات)، وقال عنه ياقوت الحموي: (الجامع بين سعة الرواية والحذق في الدراية).
وكيع (ت٣٠٦هـ): هو القاضي محمد بن خلف وكيع، قال الخطيب: (كان عالما فاضلا عارفا بالسير وأيام الناس وأخبارهم.. وله مصنفات كثيرة منها كتاب الطريق وكتاب الشريف وكتاب عدد آي القرآن والاختلاف فيه، بلغني أن أبا بكر بن مجاهد سئل أن يصنف كتابا في العدد، فقال: قد كفانا ذاك وكيع.. وكان حسن الأخبار)، ثم نقل عن علي بن عمر الحافظ:.. (كان فاضلا نبيلا فصيحا من أهل القرآن والفقه والنحو)، وترجم له السمعاني في الأنساب بما لا يخرج عن ذلك وزاد قوله: (وكان محمد بن خلف حسن الاختيار)، وقال الذهبي: (الإمام المحدث الأخباري القاضي.. صاحب التآليف المفيدة.. وقال الدراقطني: كان نبيلا فصيحا فاضلا من أهل القرآن والفقه والنحو، له تصانيف كثيرة).
حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد، (١٩٩-٢٦٧هـ): قال الذهبي: (الحافظ العلامة القاضي)، وثقه الخطيب البغدادي.
إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد (توفي قريبا من ٢٣٧هـ): قال ابن حجر في لسان الميزان: (قال العجلي في الثقات: "ما فيه خير"، قلت: هو والد إسماعيل القاضي، وهو ثقة، وإنما نقم عليه العجلي أنه كان أمينا على أموال اليتامى، فكان ماذا؟).
الواقدي (١٣٠-٢٠٧هـ): قال ابن كثير: (الواقدي عنده زيادات حسنة، وتاريخه محرر غالبا، فإنه من أئمة هذا الشأن الكبار، وهو صدوق في نفسه مكثار)، وقد احتج شيخ الإسلام ابن تيمية بخبر (عصماء بنت مروان) الذي رواه الواقدي وغيره، فقال في الصارم المسلول: (الحديث السادس: قصة العصماء بنت مروان ما روى عن ابن عباس.. وقد ذكر بعض أصحاب المغازي وغيرهم قصتها مبسوطة، قال الواقدي: حدثني عبدالله بن الحارث بن الفضيل، عن أبيه، أن عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد.. وروى هذه القصة أخصر من هذا أبو أحمد العسكري.. وذكر هذه القصة مختصرة محمد بن سعد في الطبقات، وقال أبو عبيد في الأموال: وكذلك كانت قصة عصماء اليهودية)، ثم قال ابن تيمية: (وإنما سقنا القصة من رواية أهل المغازي – مع ما في الواقدي من الضعف – لشهرة هذه القصة عندهم مع أنه لا يختلف اثنان أن الواقدي من أعلم الناس بتفاصيل أمور المغازي وأخبرهم بأحوالها، وقد كان الشافعي وأحمد وغيرهما يستفيدون علم ذلك من كتبه، نعم، هذا الباب يدخله خلط الروايات بعضها ببعض حتى يظهر أنه سمع مجموع القصة من شيوخه، وإنما سمع من كل واحد بعضها ولم يميزه ويدخله، أخذ ذلك من الحديث المرسل والمقطوع، وربما حدس الراوي بعض الأمور لقرائن استفادها من عدة جهات، ويكثر من ذلك إكثارا ينسب لأجله إلى المجازفة في الرواية وعدم الضبط، فلم يمكن الاحتجاج بما ينفرد به، فأما الاستشهاد بحديثه والاعتضاد به فمما لا يمكن المنازعة فيه، لا سيما في قصة تامة يخبر فيها باسم القاتل والمقتول وصورة الحال، فإن الرجل وأمثاله أفضل ممن ارتفعوا في مثل هذا في كذب ووضع على أنّا لم نثبت قتل الساب بمجرد هذا الحديث، وإنما ذكرناه للتقوية والتوكيد، وهذا مما يحل ممن هو دون الواقدي).
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة طويلة للواقدي: (فلا يستغنَى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم.. وقال الخطيب: "سبق ذكره شرق الأرض وغربها، وسارت بكتبه الركبان في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات.."، قال محمد بن سلام الجمحي: "الواقدي عالم دهره"، وقال إبراهيم الحربي: "الواقدي أمين الناس على أهل الإسلام، كان أعلم الناس بأمر الإسلام"، وقال موسى بن هارون: "سمعت مصعبا الزبيري يذك الواقدي، فقال: والله ما رأينا مثله قط"، وعن الدراوردي – وذكر الواقدي – فقال: "ذاك أمير المؤمنين في الحديث"، رواها يعقوب الفسوي عن عبيد بن أبي الفرج عن يعقوب مولى آل عبيدالله عنه.. وقد كانت للواقدي في وقته جلالة عجيبة ووقع في النفوس، بحيث إن أبا عامر العقدي قال: "نحن نُسأل عن الواقدي؟ ما كان يفيدنا الشيوخ والحديث إلا الواقدي"، وقال مصعب الزبيري: "حدثني من سمع عبدالله بن المبارك يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا الواقدي".. [وقال] أحمد بن علي الأبار: "سمعت مجاهد بن موسى يقول: ما كتبنا عن أحد أحفظ من الواقدي"، وقال إبراهيم الحربي: "قال سليمان الشاذكوني: كتبت ورقة من حديث الواقدي وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلا ابن مهدي عنه، ثم أتيت بها الواقدي، فحدثني إلى أن بلغ الحديث فتركني وقام، ثم أتى فقال لي: هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك، فلم أكتبه، ثم حدثني به"، وقال محمد بن جرير: "قال محمد بن سعد: كان الواقدي يقول: ما من أحد إلا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي".. قال إبراهيم بن جابر الفقيه: "سمعت أبا بكر الصاغاني – وذكر الواقدي – فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه، قد حدث عنه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو عبيد.. وسمى غيرهما"، وقال إبراهيم الحربي: "سمعت مصعب بن عبدالله يقول: الواقدي ثقة مأمون"، وسئل معن بن عيسى عن الواقدي؟ فقال: "أنا أُسأل عن الواقدي؟ الواقدي يُسأل عني"، وسألت ابن نمير عنه فقال: "أما حديثه هاهنا فمستو، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به"، وروى جابر بن كردي عن يزيد بن هارون، قال: "الواقدي ثقة"، [وقال] الحربي: سمعت أبا عبدالله يقول: "الواقدي ثقة") ثم قال الذهبي بعد ذلك: (مع أن وزنه عندي أنه – مع ضعفه – يُكتب حديثه ويُروى، لأني لا أتهمه بالوضع، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه)، وقد أكثر عنه ابن سعد في الطبقات، ثم أطبق العلماء على الاحتجاج بهذا الكتاب، وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: (قال الساجي: سمعت العباس العنبري يحدث عنه ويطريه).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(٧) الطريق السابع
قال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: (أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري، عن أبي أيوب المديني، عن مصعب الزبيري، عن الضحاك، عن عثمان بن أبي الزناد، [كذا والصواب: الضحاك بن عثمان عن ابن أبي الزناد] عن أبيه، عن خارجة بن زيد مثله (دعينا إلى مأدبة في آل نبيط، قال خارجة: فحضرتها، وحسان بن ثابت قد حضرها، فجلسنا جميعاً على مائدة واحدة وهو يومئذ قد ذهب بصره، ومعه ابنه عبد الرحمن، فكان إذا أتى طعام سأل ابنه: أطعام يد أم يدين؟ يعني باليد: الثريد، وباليدين: الشواء ؛ لأنه يُنهش نهشاً، فإذا قال: طعام يدين، أمسك يده، فلما فرغوا من الطعام أتوا بجاريتين: إحداهما رائقة والأخرى عزة، فجلستا وأخذتا مزهريهما وضربتا ضرباً عجيباً، وغنتا بقول حسان:
انظر خليلي بباب جلق هل - تبصر دون البلقاء من أحد
فأسمع حساناً يقول: قد أراني بها سميعاً بصيراً، وعيناه تدمعان، فإذا سكتتا سكت عنه البكاء، وإذا غنتا بكى، فكنت أرى ابنه عبد الرحمن إذا سكتتا يشير إليهما أن تغنيا، فيبكي أبوه، فأقول: ما حاجته إلى إبكاء أبيه)، وزاد فيه: فلما فرغنا من الطعام ثقل علينا جلوس حسان، فأومأ ابنه إلى عزة الميلاء فغنت: انظر خليلي بباب جلق هل - تبصر دون البلقاء من أحد - فبكى حسان حتى سدر، ثم قال: هذا عمل الفاسق، أما لقد كرهتم مجالستي، فقبح الله مجلسكم سائر اليوم، وقام فانصرف).
رجال الإسناد:
أبو الفرج الأصبهاني (ت٣٥٦هـ): قال الذهبي: (صدوق، لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق)، ووثقه الخطيب البغدادي وقال: (كان عالما بأيام الناس والأنساب والسيرة.. روى عنه الدارقطني وأبو إسحاق الطبري وإبراهيم بن مخلد ومحمد بن أبي الفوارس.. حدثنا التنوخي عن أبيه، قال: "ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم: أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والحديث المسند والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله، وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء، ويحفظ دون ما يحفظ منها علوما أخرى".. حدثني أبو عبدالله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي، قال: "سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول: كان أبو الفرج الأصهابني أكذب الناس، كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري شيئا كثيرا من الصحف، ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها"، قال العلوي: "وكان أبو الحسن البتي يقول: لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصبهاني").
وإيراد الخطيب البغدادي لتوثيق أبي الفرج الأصبهاني بعد إيراد القدح فيه يدل على أنه يتبنى القول بتوثيقه، فقد قال الذهبي في السير في ترجمة الخطيب البغدادي: (قال الخطيب: كلما ذكرت في التاريخ رجلا اختلفت فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت وختمت به الترجمة).
وذكره ابن الكيال في كتابه: (الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات)، وقال عنه ياقوت الحموي: (الجامع بين سعة الرواية والحذق في الدراية).
أحمد بن عبدالعزيز الجوهري (توفي قرابة ٣١٦هـ): راوية ابن شبة، ولا يروى تاريخ المدينة إلا من طريقه، قال أبو أحمد العسكري في التصحيف والتحريف ص٤٥٧: (كان ضابطا صحيح العلم)، وقال ابن أبي الحديد بأنه من أهل الحديث وأنه ليس من الشيعة، قال أبو بكر الصولي في أخبار الراضي بالله والمتقي لله: (سنة ٣٢٣هـ) وفيها توفي أحمد بن عبدالعزيز الجوهري صاحب عمر بن شبة)، واعتمد عليه الخطيب البغدادي في توثيق محمد بن عمران الضبي.
أبو أيوب المديني سليمان بن أيوب (توفي قرابة ٢٧٦هـ): قال ابن معين: (ثقة صدوق)، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: (كان من الحفاظ الثقات)، وقال علي بن الجنيد: (كان من الحفاظ، لم أر بالبصرة أنبل منه)، وقال ياقوت الحموي عن أبي أيوب المديني: (كان أديبا أخباريا فاضلا.. له كتب: أخبار ابن أبي عتيق، أخبار ابن سريج، أخبار عزة الميلاء).
مصعب بن عبدالله بن مصعب (١٥٦-٢٣٦هـ): قال أحمد: (ثبت)، وقال ابن معين: (عالم بالنسب)، وقال أبو زرعة: (لقيته بالعراق وكان فاضلا)، وقال الدارقطني: (ثقة)، وذكره ابن حبان في الثقات.
الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان الحزامي (توفي قرابة ٢٠٥هـ): قال عنه مصعب بن عبدالله الزبيري: (ثقة)، وقال الخطيب البغدادي: (كان علامة قريش بالمدينة بأخبار العرب وأيامها وأشعارها وأحاديث الناس، وكان من كبراء أصحاب مالك)، وقال يعقوب بن شيبة: (صدوق)، وقال ابن حجر: (علامة أخباري صدوق).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤: قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(٨) الطريق الثامن
قال أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: (أخبرني حرمي، عن الزبير، عن عمه مصعب، قال: ذكر هشام بن عروة، عن أبيه: أنه دعي إلى مأدبة في زمن عثمان، ودعي حسان ومعه ابنه عبد الرحمن، ثم ذكر نحو ما ذكره عمر بن شبة عن الأصمعي في الحديث الأول، وهو الحديث: عن الأصمعي، عن أبي الزناد، قال: قلت لخارجة بن زيد: أكان يكون هذا الغناء عندكم؟ قال: كان يكون في العرسات ولم يكن يشهد بما يشهد به اليوم من السعة. وكان في أخوالنا بني نبيط مأدبة، فدعينا، وثمّ قينة أو قينتان تنشدان شعر حسان بن ثابت، قال:
انظر خليلي بباب جلق هـل - تبصر دون البلقاء من أحد؟
قال: وحسان يبكي، وابنه يومئ إليهما أن زيدا ؛ فإذا زادتا بكى حسان، فأعجبني ما يعجبه من أن تبكيا أباه، وقد كف بصر حسان بن ثابت يومئذ).
رجال الإسناد:
أبو الفرج الأصبهاني (ت٣٥٦هـ): قال الذهبي: (صدوق، لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق)، ووثقه الخطيب البغدادي وقال: (كان عالما بأيام الناس والأنساب والسيرة.. روى عنه الدارقطني وأبو إسحاق الطبري وإبراهيم بن مخلد ومحمد بن أبي الفوارس.. حدثنا التنوخي عن أبيه، قال: "ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم: أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والحديث المسند والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله، وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء، ويحفظ دون ما يحفظ منها علوما أخرى".. حدثني أبو عبدالله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي، قال: "سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول: كان أبو الفرج الأصهابني أكذب الناس، كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري شيئا كثيرا من الصحف، ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها"، قال العلوي: "وكان أبو الحسن البتي يقول: لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصبهاني").
وإيراد الخطيب البغدادي لتوثيق أبي الفرج الأصبهاني بعد إيراد القدح فيه يدل على أنه يتبنى القول بتوثيقه، فقد قال الذهبي في السير في ترجمة الخطيب البغدادي: (قال الخطيب: كلما ذكرت في التاريخ رجلا اختلفت فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت وختمت به الترجمة).
وذكره ابن الكيال في كتابه: (الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات)، وقال عنه ياقوت الحموي: (الجامع بين سعة الرواية والحذق في الدراية).
حرمي بن أبي العلاء (ت٣١٧هـ) واسمه أحمد بن محمد بن إسحاق بن أبي خميصة: قال الذهبي: (المحدث.. وثقه الخطيب وغيره).
الزبير بن بكار بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام (ت٢٥٦هـ): قال الذهبي: (علامة حافظ نسابة)، وقال الدارقطني: (ثقة)، وقال الخطيب: (كان ثقة تبثا عالما بالنسب وأخبار المتقدمين).
مصعب بن عبدالله بن مصعب (١٥٦-٢٣٦هـ): قال أحمد: (ثبت)، وقال ابن معين: (عالم بالنسب)، وقال أبو زرعة: (لقيته بالعراق وكان فاضلا)، وقال الدارقطني: (ثقة)، وذكره ابن حبان في الثقات.
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام (٦١-١٤٦هـ): قال ابن سعد: (كان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة)، وقال أبو حاتم: (ثقة، إمام في الحديث)، وقال يحيى بن معين: (ثقة)، وقال يعقوب بن شيبة: (هشام ثبت)، روى له البخاري ومسلم.
عروة بن الزبير (١٩-٩٤هـ): قال ابن سعد: (كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما ثبتا مأمونا)، وقال العجلي: (تابعي ثقة)، وقد احتج به البخاري ومسلم.
{{{{{{{{{{{{{{{{
(٩) الطريق التاسع
قال ابن عساكر في تاريخه: (أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أخبرنا أبو علي الحسن بن عبدالودود بن عبدالمتكبر بن هارون بن المهتدي بالله، أخبرنا أبي أبو الحسن عبدالودود، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن إبراهيم البزاز، حدثنا يحيى بن محمد بن البختري، حدثنا عبيدالله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا عبدالرحمن يعني ابن أبي الزناد، حدثني أبي، قال: ذُكر عند خارجة بن زيد بن ثابت الغناء يوما، فقال: والله إن كان لظاهرا كثيرا في كل مأدبة، ولكنه يومئذ لم يكن يحضر فيما يحضر اليوم من سوء الدعة وسوء الحال، قال خارجة: فلقد رأيتنا في مأدبة دعينا لها في آل نبيط، وحسان بن ثابت بيني وبينه عبدالرحمن – يعني ابن حسان – وذلك بعدما أصيب بصره، فقدم الطعام فلم يقدم طعام إلا قال حسان: أطعام يد يا بني أم طعام يدين؟ فيقول: طعام يد وما أشبهه حتى أتي بالشواء، فقال ابن حسان: يا أبتاه طعام يدين، فلم يذقه، ثم رفع الطعام وأخرجوا قينتين فغنتا بشعر حسان لا أعلم إلا قال: حرتين، وقالت فيما يقولان:
أنظر نهارا بباب جلق هل – تؤنس دون البلقاء من أحد
فجعل يبكي ويقول: لقد رآني هنالك سميعا بصيرا، فلما سكتتا همد عنه البكاء، فيشير إليهما عبدالرحمن: غنيا، فإذا غنيا هاجتا عليه للبكاء، قال خارجة: فعجبت لعمر الله ماذا يعجبه أن يبكي أباه).
رجال الإسناد:
ابن عساكر (٤٩٩-٥٧١هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود محدث الشام ثقة الدين.. وكان فهما حافظا متقنا ذكيا بصيرا بهذا الشأن).
أبو بكر بن المزرف (٤٣٩-٥٢٧هـ): قال الذهبي: (الإمام شيخ القراء.. كان ثقة متقنا).
الحسن بن عبدالودود بن عبدالمتكبر (توفي قريبا من ٤٨٠هـ): قال الخطيب: (كان صدوقا مقبول الشهادة عند الحكام).
عبدالودود بن عبدالمتكبر بن هارون بن محمد بن عبيدالله بن المهتدي بالله بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور (٣٤٠-٤٣٤هـ): (ثقة)، قال الخطيب: (سماعه صحيح).
محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن عبدويه الشافعي (ت٣٥٤هـ): قال الدارقطني: (ثقة مأمون)، وقال الذهبي: (إمام حجة).
يحيى بن محمد بن البختري الحنائي أبو زكريا (ت٢٩٩هـ): وثقه الخطيب البغدادي، وقال الشجري: (لم يطعن عليه أحد).
عبيدالله بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان (ت٢٣٧هـ): قال الذهبي. (الحافظ الأوحد الثقة.. حدث عنه مسلم وأبو داود والبخاري)، قال أبو حاتم: (ثقة)، وقال ابن حجر: (ثقة حافظ).
معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري البصري (ت١٩٦هـ): قال الذهبي: (الإمام الحافظ)، وقال أحمد: (إليه المنتهى في التثبت بالبصرة) وقال: (هو قرة عين في الحديث)، قال أبو حاتم ويحيى بن معين: (ثقة حافظ)، وقال النسائي: (ثقة ثبت).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، ووثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد (ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(١٠) الطريق العاشر
قال ابن عساكر في تاريخه: (أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، أخبرنا الأستاذ أبو يعلى إسحاق بن عبدالرحمن الصابوني، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أخبرنا أبو الفضل يعقوب بن يوسف القاضي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبدالملك بن قريب الأصمعي، حدثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، قال: قلت له: يا أبا يزيد، أكان هذا الغناء يكرر؟ قال: كان يكرر في العرسات، أو قال: عند التزويج، ولا يحضر من السفه ما يحضر به اليوم، ثم قال: كان في أخوالنا بني نبيط مدعاة فكان فيها حسان بن ثابت وابنه وقد كف بصره، وجاريتان تنشدان:
انظر خليلي بباب جلق هل – تؤنس دون البلقاء من أحد
أجمال شعثاء إذ ظعن من الـ - محبس بين الكثبان والسند
قال: وجعل حسان يبكي، قال: وهذا شعره، قال: وابنه يقول للجارية: زيدي، قال: فأعجبني ماذا يعجبنه أن يبكي أباه، قال: ثم جيئ بالطعام فقال حسان لابنه: أطعام يد أم طعام يدين؟ قال: طعام يد، قال: فأكل من الثريد، قال: ثم أُتي بالشواء، فقال: أطعام يد أو طعام يدين؟ قال: طعام يدين، فلم يأكل).
رجال الإسناد:
ابن عساكر (٤٩٩-٥٧١هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود محدث الشام ثقة الدين.. وكان فهما حافظا متقنا ذكيا بصيرا بهذا الشأن)
زاهر بن طاهر الشحامي (ت٥٣٣هـ): قال الذهبي (المحدث المفيد، مسند خراسان)، وقال السمعاني: (كان مكثرا متيقظا).
أبو يعلى إسحاق بن عبدالرحمن الصابوني (ت٤٥٥هـ): قال الذهبي: (الشيخ المسند العالم)، وقال عبدالغفار الفارسي (ثقة).
الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي (ت٣٨٩هـ): قال الذهبي: (الإمام الصدوق المسند.. شيخ العدالة وبقية أهل البيوتات)، قال الحاكم: (صحيح السماع والكتب، متقن في الرواية)، وقال السمعاني: (كان ثقة صدوقا).
أبو الفضل يعقوب بن يوسف بن معقل القاضي (توفي قرابة ٣٢٠هـ): والد أبي العباس الأصم، قال الرافعي في شرح مسند الشافعي: (سمع بالحجاز ومصر والشام والعراق والري وخراسان، وكان من أحسن الناس)، واحتج بأخباره ابن القيم وابن الجوزي والسيوطي وابن بدر الدين الموصلي، وصحح الألباني حديثه.
سعيد بن مسعود بن عبدالرحمن المروزي (ت٢٧١هـ): قال الذهبي: (المحدث المسند أحد الثقات)، وقال ابن أبي حاتم: (صدوق).
الأصمعي عبدالملك بن قريب الباهلي (ت٢١٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ، حجة الأدب لسان العرب)، قال يحيى بن معين: (كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه)، وقال مرة: (ثقة)، وقال أبو داود: (صدوق)، وقال ابن حبان: (ليس فيما يروي عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال الذهبي: (صدوق).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد (ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
فائدة: توثيق والد الأصم
انفرد الإمام الأصم برواية خبر إسحاق بن راهويه الذي قال فيه: "لا يصح في فضل معاوية حديث"، وقد رواه الأصم عن أبيه عن إسحاق بن راهويه، وقد صرح بقبول هذا الخبر جماعة منهم ابن القيم وابن الجوزي والسيوطي وابن بدر الدين الموصلي.
وقد تطرق الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء للطعون في معاوية، وضعّفها كلها، ثم أورد هذا الحديث وسكت عنه ولم يعلق عليه بشيء.
وكذلك فعل السيوطي في اللآلي المجموعة، فقال: (قال الحاكم: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول: سمعت أبي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: لا يصح في فضل معاوية حديث).
وقال ابن بدر الدين الموصلي في المغني عن الحفظ والكتاب: (قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء).
وقال ابن الجوزي في الموضوعات: (أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أحمد بن الحسن البيهقي، حدثنا أبو عبدالله الحاكم، قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء).
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة في حديث ٣٢٢٧: (وروى [ابن عساكر] بسنده الصحيح عن إسحاق بن راهويه أنه قال: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(١١) الطريق الحادي عشر
قال ابن عساكر في تاريخه: (أنبأناه أبو علي بن نبهان، وأبو القاسم غانم بن محمد، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني، أنبأنا عمر بن عبدالله بن جميل العتكي، أخبرني أصحابنا عن الأصمعي، منهم الرياشي والسجستاني وغيرهما.. حدثنا الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال: كانت مأدبة في زمن عثمان فدعي لها الناس، وكان فيهم عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم زيد بن ثابت وخارجة بن زيد وحسان بن ثابت وعبدالرحمن بن حسان، وقد كف حسان وثقل سمعه، وكان إذا دعي قال: أخرس أم عرس أم إعذار؟ ثم يجيب، قال خارجة: فأتينا بالطعام فجعل حسان يقول لابنه: أطعام يد أم طعام يدين؟ فإذا قيل طعام يد أكل، وإذا قيل طعام يدين أمسك، فلما فرغ القوم ثٌنيت له وسادة، وأقبلت الميلاء وهي يومئذ شابة، فوُضع في حجرها مزهر فضربت ثم غنت، فكان أول ما بدأت بشعر حسان:
انظر حبيبي بباب جلق هل – تؤنس دون البلقاء من أحد
أجمال شعثاء إذ هبطن من الـ - محض بين الكثبان فالسند
يحملن حور العيون يرفلن في – الربط حسان الوجوه كالبرد
من دون بصرى وخلفها جبل الـ - ثلج عليه السحاب كالقدد
إني وأيدي المخيسات وما – يقطعن من كل سربخ جدد
والبدن إذ قربت لمنحرها – حلفة بر اليمين مجتهد
ما حلت عن عهد ما علمتِ ولا – أحببت حبي إياك من أحد
تقول شعثاء: لو صحيت عن الـ - خمر لأصبحت مثري العدد
أهوى حديث الندمان في وضح الـ - فجر وصوت المسامر الغرد
لا أخدش الخدش بالنديم ولا – يخشى نديمي إذا انتشيت يدي
يأبى لي السيف والسنان وقو – م لم يضاموا كلبدة الأسد
فطرب حسان وبكى، وقال: لقد أراني هناك سميعا بصيرا، وعيناه تنضحان على خديه وهو مصغ لها، وجعل عبدالرحمن يشير إليها ويقول: أعيدي وأسمعي الشيخ، قال خارجة: فيعجبني لعمرو الله ما يعجب عبدالرحمن من بكاء أبيه).
رجال الإسناد:
ابن عساكر (٤٩٩-٥٧١هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود محدث الشام ثقة الدين.. وكان فهما حافظا متقنا ذكيا بصيرا بهذا الشأن).
محمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعيد بن نبهان الكرخي (٤١١-٥١١هـ): قال الذهبي والسلامي: (سماعه صحيح. اختلط بأخرة)، وقال السمعاني: (شيخ عالم فاضل من ذوي الهيئات).
غانم بن محمد بن عبيدالله بن عمر بن أيوب بن زياد البرجي (ت٥١١هـ): قال السمعاني: (شيخ صالح سديد ثقة صدوق مكثر)، وقال الذهبي: (الشيخ الصالح الأمين المعمر مسند أصبهان، صالح مكثر).
ابن شاذان (ت٤٢٥هـ): قال الذهبي (الإمام الفاضل الصدوق مسند العراق)، قال الخطيب: (كان صحيح السماع صدوقا.. سمعت أبا الحسن بن زرقويه يقول: "أبو علي بن شاذان ثقة"، وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: "أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث").
أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني المعروف ببزرويه (ت٣٥٤هـ): غلام نفطويه والخصيص به، احتج به الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه والحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة أبي عمر الشيباني، قال: (أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني : سمعت إبراهيم بن يعقوب بن عرفة وغيره يحكون عن أبي العباس ثعلب أنه قال : دخل أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني البادية ومعه حبر ، فما خرج حتى أفناهما يكتب سماعه من العرب)، واحتج السمعاني أيضا في الأنساب بأقواله، فقال: (قال أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني النحوي: فأما أبو عبدالله محمد بن زياد الأعرابي فكانت طرائقه طرائق الفقهاء والعلماء ومذاهب جلة شيوخ المحدثين، وأحفظ الناس للغات والأيام والأنساب)، وكذلك قال أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء، وقال القفطي في إنباه الرواة ج١ ص١٨٧: (أحمد بن يعقوب.. المعروف ببزرويه غلام نفطويه، أصبهاني سكن بغداد.. وتصدر لإقراء النحو والعربية إلى أن مات في رجب سنة ٣٥٤هـ، ذكر ذلك أبو بكر بن شاذان).
وكذلك وثقه أبو حاتم وأبو زرعة على وجه الإجمال، فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج٢ ص٣٦: (سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة؛ مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوّه روايته عنه، وإن كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه. حدثنا عبدالرحمن، قال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل؛ مما يقوي حديثه؟ قال: إي لعمري، قلت: الكلبي روى عنه الثوري؟ قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يُتَكَلّم فيه).
وقد روى عدد من الثقات عن بزرويه، منهم:
الإمام أبو أحمد الحاكم في عوالي مالك (ت٣٧٨هـ) : قال عنه الذهبي : (الإمام الحافظ العلامة الثبت محدث خراسان .. وكان من بحور العلم) ، وقال تلميذه الحاكم : (هو إمام عصره في هذه الصنعة ، كثير التصنيف مقدم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى).
أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان = الحسن بن أبي بكر البزاز (٣٣٩-٤٢٥هـ) : قال عنه الأزهري : (من أوثق من برأ الله في الحديث) ، وقال الخطيب البغدادي : (كتبنا عنه ، وكان صحيح السماع صدوق) ، وقال ابن الجوزي : (ثقة صدوق) ، وقال ابن رزقويه : (ثقة).
محمد بن أحمد بن رزق البزاز شيخ الخطيب البغدادي (٣٢٥-٤١٢هـ) المشهور بابن رزقويه : قال عنه الخطيب البغدادي : (ثقة صدوق كثير السماع والكتابة حسن الاعتقاد) ، وقال الذهبي : (الإمام المحدث المتقن المعمر شيخ بغداد) ، وقال البرقاني. (ثقة).
أبو الحسن علي بن أحمد بن المرزبان (ت٣٦٦هـ) : قال الخطيب البغدادي : (كان أحد الشيوخ الأفاضل).
عمر بن عبدالله بن جميل العتكي: جاء في ذيل تاريخ بغداد: (من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها عن العباس بن الفرج الرياشي)، وروى عنه خبر: (فما سمعت كلاما أفخر ولا أحكم من كلام عائشة).
الرياشي (ت٢٥٧هـ): هو عباس بن الفرج أبو الفضل الرياشي، قال الذهبي: (العلامة الحافظ وكان من بحور العلم)، وقال الخطيب: (كان ثقة). (ت٢٥٧هـ)، قال القفطي في إنباه الرواة: (وقال يحيى: رأيت أبا حاتم يعظم الرياشي تعظيما كثيرا، وأبو حاتم أسن منه).
أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان (ت٢٥٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة المقرئ النحوي اللغوي صاحب التصانيف، تصدر للإقراء والحديث والعربية.. عاش ثلاثا وثمانين سنة ومات في آخر سنة ٢٥٥هـ)، وقال مسلمة بن القاسم الأندلسي: (أرجو أن يكون صدوقا)، وقال ابن حبان: (مستقيم الحديث)، وقال البزار: (مشهور لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق فيه دعابة)، وقال السيوطي نقلا عن أبي الطيب اللغوي: (وكان أبو حاتم في نهاية الثقة والإتقان).
الأصمعي عبدالملك بن قريب الباهلي (ت٢١٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ، حجة الأدب لسان العرب)، قال يحيى بن معين: (كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه)، وقال مرة: (ثقة)، وقال أبو داود: (صدوق)، وقال ابن حبان: (ليس فيما يروي عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال الذهبي: (صدوق).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(١٢) الطريق الثاني عشر
قال ابن عساكر في تاريخه: (أنبأناه أبو علي بن نبهان، وأبو القاسم غانم بن محمد، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني.. حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، حدثنا أبو حازم الباهلي [كذا والصواب أبو حاتم السجستاني، لأن محمد بن حازم الباهلي ليس من رجال الأسانيد لا في الأغاني ولا في تاريخ ابن عساكر، كما أنه قرين للأصمعي، وهو ليس ابن أخت الأصمعي: أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي،قال السيوطي: وكان أثبت من عبدالرحمن [ابن أخي الأصمعي الذي هو ثقة] وأسن، لأن أحمد بن حاتم توفي سنة ٢٣١هـ) قبل ولادة نفطويه]، حدثنا الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال: دعينا إلى مدعاة في أخوالنا في زمن عثمان فدعي لها الناس، وكان فيهم عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم زيد بن ثابت وخارجة بن زيد وحسان بن ثابت وعبدالرحمن بن حسان، وقد كف حسان وثقل سمعه، وكان إذا دعي قال: أخرس أم عرس أم إعذار؟ ثم يجيب، قال خارجة: فأتينا بالطعام فجعل حسان يقول لابنه: أطعام يد أم طعام يدين؟ فإذا قيل طعام يد أكل، وإذا قيل طعام يدين أمسك، فأُتي بالشواء فقال: أطعام يد أم طعام يدين؟ فامتنع، ثم أُتي بالثريد فقال: أطعام يد أم طعام يدين؟ فقال: طعام يد، فأكل ، فلما فرغ القوم ثٌنيت له وسادة، وأقبلت الميلاء وهي يومئذ شابة، فوُضع في حجرها مزهر فضربت ثم غنت، فكان أول ما بدأت بشعر حسان:
انظر حبيبي بباب جلق هل – تؤنس دون البلقاء من أحد
أجمال شعثاء إذ هبطن من الـ - محض بين الكثبان فالسند
يحملن حور العيون يرفلن في – الربط حسان الوجوه كالبرد
من دون بصرى وخلفها جبل الـ - ثلج عليه السحاب كالقدد
إني وأيدي المخيسات وما – يقطعن من كل سربخ جدد
والبدن إذ قربت لمنحرها – حلفة بر اليمين مجتهد
ما حلت عن عهد ما علمتِ ولا – أحببت حبي إياك من أحد
تقول شعثاء: لو صحيت عن الـ - خمر لأصبحت مثري العدد
أهوى حديث الندمان في وضح الـ - فجر وصوت المسامر الغرد
لا أخدش الخدش بالنديم ولا – يخشى نديمي إذا انتشيت يدي
يأبى لي السيف والسنان وقو – م لم يضاموا كلبدة الأسد
فطرب حسان وبكى، وقال: لقد أراني هناك سميعا بصيرا، وعيناه تنضحان على خديه وهو مصغ لها، وجعل عبدالرحمن يشير إليها ويقول: أعيدي وأسمعي الشيخ، قال خارجة: فيعجبني لعمرو الله ما يعجب عبدالرحمن من بكاء أبيه).
رجال الإسناد:
ابن عساكر (٤٩٩-٥٧١هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود محدث الشام ثقة الدين.. وكان فهما حافظا متقنا ذكيا بصيرا بهذا الشأن).
محمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعيد بن نبهان الكرخي (ت٥١١هـ): قال الذهبي والسلامي: (سماعه صحيح. اختلط بأخرة).
غانم بن محمد بن عبيدالله بن عمر بن أيوب بن زياد البرجي (ت٥١١هـ): قال السمعاني: (شيخ صالح سديد ثقة صدوق مكثر)، وقال الذهبي: (الشيخ الصالح الأمين المعمر مسند أصبهان، صالح مكثر).
ابن شاذان (ت٤٢٥هـ): قال الذهبي (الإمام الفاضل الصدوق مسند العراق)، قال الخطيب: (كان صحيح السماع صدوقا.. سمعت أبا الحسن بن زرقويه يقول: "أبو علي بن شاذان ثقة"، وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: "أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث").
أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني المعروف ببزرويه (ت٣٥٤هـ): غلام نفطويه والخصيص به، احتج به الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه والحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة أبي عمر الشيباني، قال: (أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني : سمعت إبراهيم بن يعقوب بن عرفة وغيره يحكون عن أبي العباس ثعلب أنه قال : دخل أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني البادية ومعه حبر ، فما خرج حتى أفناهما يكتب سماعه من العرب)، واحتج السمعاني أيضا في الأنساب بأقواله، فقال: (قال أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني النحوي: فأما أبو عبدالله محمد بن زياد الأعرابي فكانت طرائقه طرائق الفقهاء والعلماء ومذاهب جلة شيوخ المحدثين، وأحفظ الناس للغات والأيام والأنساب)، وكذلك قال أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء، وقال القفطي في إنباه الرواة ج١ ص١٨٧: (أحمد بن يعقوب.. المعروف ببزرويه غلام نفطويه، أصبهاني سكن بغداد.. وتصدر لإقراء النحو والعربية إلى أن مات في رجب سنة ٣٥٤هـ، ذكر ذلك أبو بكر بن شاذان).
وكذلك وثقه أبو حاتم وأبو زرعة على وجه الإجمال، فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج٢ ص٣٦: (سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة؛ مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوّه روايته عنه، وإن كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه. حدثنا عبدالرحمن، قال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل؛ مما يقوي حديثه؟ قال: إي لعمري، قلت: الكلبي روى عنه الثوري؟ قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يُتَكَلّم فيه).
وقد روى عدد من الثقات عن بزرويه، منهم:
الإمام أبو أحمد الحاكم في عوالي مالك (ت٣٧٨هـ) : قال عنه الذهبي : (الإمام الحافظ العلامة الثبت محدث خراسان .. وكان من بحور العلم) ، وقال تلميذه الحاكم : (هو إمام عصره في هذه الصنعة ، كثير التصنيف مقدم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى).
أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان = الحسن بن أبي بكر البزاز (٣٣٩-٤٢٥هـ) : قال عنه الأزهري : (من أوثق من برأ الله في الحديث) ، وقال الخطيب البغدادي : (كتبنا عنه ، وكان صحيح السماع صدوق) ، وقال ابن الجوزي : (ثقة صدوق) ، وقال ابن رزقويه : (ثقة).
محمد بن أحمد بن رزق البزاز شيخ الخطيب البغدادي (٣٢٥-٤١٢هـ) المشهور بابن رزقويه : قال عنه الخطيب البغدادي : (ثقة صدوق كثير السماع والكتابة حسن الاعتقاد) ، وقال الذهبي : (الإمام المحدث المتقن المعمر شيخ بغداد) ، وقال البرقاني. (ثقة).
أبو الحسن علي بن أحمد بن المرزبان (ت٣٦٦هـ) : قال الخطيب البغدادي : (كان أحد الشيوخ الأفاضل).
نفطويه: إبراهيم بن محمد بن عرفة (ت٢٤٤-٣٢٣هـ):، قال الذهبي: (الإمام الحافظ النحوي العلامة الأخباري.. وكان ذا سنّة ودين وفتوة ومروءة وحسن خلق وكيس)، وقال الخطيب البغدادي: (كان صدوقا، وله مصنفات كثيرة)، وقال الدارقطني: (شيخ إخباري لا بأس به).
أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان (ت٢٥٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة المقرئ النحوي اللغوي صاحب التصانيف، تصدر للإقراء والحديث والعربية.. عاش ثلاثا وثمانين سنة ومات في آخر سنة ٢٥٥هـ)، وقال مسلمة بن القاسم الأندلسي: (أرجو أن يكون صدوقا)، وقال ابن حبان: (مستقيم الحديث)، وقال البزار: (مشهور لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق فيه دعابة)، وقال السيوطي نقلا عن أبي الطيب اللغوي: (وكان أبو حاتم في نهاية الثقة والإتقان).
الأصمعي عبدالملك بن قريب الباهلي (ت٢١٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ، حجة الأدب لسان العرب)، قال يحيى بن معين: (كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه)، وقال مرة: (ثقة)، وقال أبو داود: (صدوق)، وقال ابن حبان: (ليس فيما يروي عن الثقات تخليط إذا كان دونه ثقة)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال الذهبي: (صدوق).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد (ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
{{{{{{{{{{{{{{{{
(١٣) الطريق الثالث عشر
قال ابن عساكر في تاريخه: (أنبأناه أبو علي بن نبهان، وأبو القاسم غانم بن محمد، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني.. حدثني محمد بن الحسن بن دريد، حدثنا أبو حاتم، حدثنا الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال: كانت مأدبة في زمن عثمان فدعي لها الناس، وكان فيهم عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم زيد بن ثابت وخارجة بن زيد وحسان بن ثابت وعبدالرحمن بن حسان، وقد كف حسان وثقل سمعه، وكان إذا دعي قال: أخرس أم عرس أم إعذار؟ ثم يجيب، قال خارجة: فأتينا بالطعام فجعل حسان يقول لابنه: أطعام يد أم طعام يدين؟ فإذا قيل طعام يد أكل، وإذا قيل طعام يدين أمسك، فلما فرغ القوم ثٌنيت له وسادة، وأقبلت الميلاء وهي يومئذ شابة، فوُضع في حجرها مزهر فضربت ثم غنت، فكان أول ما بدأت بشعر حسان:
انظر حبيبي بباب جلق هل – تؤنس دون البلقاء من أحد
أجمال شعثاء إذ هبطن من الـ - محض بين الكثبان فالسند
يحملن حور العيون يرفلن في – الربط حسان الوجوه كالبرد
من دون بصرى وخلفها جبل الـ - ثلج عليه السحاب كالقدد
إني وأيدي المخيسات وما – يقطعن من كل سربخ جدد
والبدن إذ قربت لمنحرها – حلفة بر اليمين مجتهد
ما حلت عن عهد ما علمتِ ولا – أحببت حبي إياك من أحد
تقول شعثاء: لو صحيت عن الـ - خمر لأصبحت مثري العدد
أهوى حديث الندمان في وضح الـ - فجر وصوت المسامر الغرد
لا أخدش الخدش بالنديم ولا – يخشى نديمي إذا انتشيت يدي
يأبى لي السيف والسنان وقو – م لم يضاموت كلبدة الأسد
فطرب حسان وبكى، وقال: لقد أراني هناك سميعا بصيرا، وعيناه تنضحان على خديه وهو مصغ لها، وجعل عبدالرحمن يشير إليها ويقول: أعيدي وأسمعي الشيخ، قال خارجة: فيعجبني لعمرو الله ما يعجب عبدالرحمن من بكاء أبيه).
رجال الإسناد:
ابن عساكر (٤٩٩-٥٧١هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود محدث الشام ثقة الدين.. وكان فهما حافظا متقنا ذكيا بصيرا بهذا الشأن)
محمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعيد بن نبهان الكرخي (ت٥١١هـ): قال الذهبي والسلامي: (سماعه صحيح. اختلط بأخرة).
غانم بن محمد بن عبيدالله بن عمر بن أيوب بن زياد البرجي (ت٥١١هـ): قال السمعاني: (شيخ صالح سديد ثقة صدوق مكثر)، وقال الذهبي: (الشيخ الصالح الأمين المعمر مسند أصبهان، صالح مكثر).
ابن شاذان (ت٤٢٥هـ): قال الذهبي (الإمام الفاضل الصدوق مسند العراق)، قال الخطيب: (كان صحيح السماع صدوقا.. سمعت أبا الحسن بن زرقويه يقول: "أبو علي بن شاذان ثقة"، وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: "أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث").
أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني المعروف ببزرويه (ت٣٥٤هـ): غلام نفطويه والخصيص به، احتج به الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه والحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة أبي عمر الشيباني، قال: (أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني : سمعت إبراهيم بن يعقوب بن عرفة وغيره يحكون عن أبي العباس ثعلب أنه قال : دخل أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني البادية ومعه حبر ، فما خرج حتى أفناهما يكتب سماعه من العرب)، واحتج السمعاني أيضا في الأنساب بأقواله، فقال: (قال أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني النحوي: فأما أبو عبدالله محمد بن زياد الأعرابي فكانت طرائقه طرائق الفقهاء والعلماء ومذاهب جلة شيوخ المحدثين، وأحفظ الناس للغات والأيام والأنساب)، وكذلك قال أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء، وقال القفطي في إنباه الرواة ج١ ص١٨٧: (أحمد بن يعقوب.. المعروف ببزرويه غلام نفطويه، أصبهاني سكن بغداد.. وتصدر لإقراء النحو والعربية إلى أن مات في رجب سنة ٣٥٤هـ، ذكر ذلك أبو بكر بن شاذان).
وكذلك وثقه أبو حاتم وأبو زرعة على وجه الإجمال، فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج٢ ص٣٦: (سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة؛ مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوّه روايته عنه، وإن كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه. حدثنا عبدالرحمن، قال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل؛ مما يقوي حديثه؟ قال: إي لعمري، قلت: الكلبي روى عنه الثوري؟ قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يُتَكَلّم فيه).
وقد روى عدد من الثقات عن بزرويه، منهم:
الإمام أبو أحمد الحاكم في عوالي مالك (ت٣٧٨هـ) : قال عنه الذهبي : (الإمام الحافظ العلامة الثبت محدث خراسان .. وكان من بحور العلم) ، وقال تلميذه الحاكم : (هو إمام عصره في هذه الصنعة ، كثير التصنيف مقدم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى).
أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان = الحسن بن أبي بكر البزاز (٣٣٩-٤٢٥هـ) : قال عنه الأزهري : (من أوثق من برأ الله في الحديث) ، وقال الخطيب البغدادي : (كتبنا عنه ، وكان صحيح السماع صدوق) ، وقال ابن الجوزي : (ثقة صدوق) ، وقال ابن رزقويه : (ثقة).
محمد بن أحمد بن رزق البزاز شيخ الخطيب البغدادي (٣٢٥-٤١٢هـ) المشهور بابن رزقويه : قال عنه الخطيب البغدادي : (ثقة صدوق كثير السماع والكتابة حسن الاعتقاد) ، وقال الذهبي : (الإمام المحدث المتقن المعمر شيخ بغداد) ، وقال البرقاني. (ثقة).
أبو الحسن علي بن أحمد بن المرزبان (ت٣٦٦هـ) : قال الخطيب البغدادي : (كان أحد الشيوخ الأفاضل).
محمد بن الحسن بن دريد (٢٢٣-٣٢١هـ): قال الذهبي: (العلامة شيخ الأدب صاحب التصانيف، تنقل في فارس وجزائر البحر يطلب الآداب ولسان العرب، ففاق أهل زمانه، ثم سكن بغداد.. قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد، ولا رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته يحفظ ذلك، قلت [أي الذهبي]: كان آية من الآيات في قوة الحفظ)، وقال أحمد بن يوسف الأزرق: (ما رأيت أحفظ من ابن دريد)، وقال ابن الصلاح: (وكان ابن دريد عفا الله عنا وعنه من أعلام اللغة.. وطلب الأدب وعلم النحو واللغة حتى برع، وورد بغداد بعد أن علت سنه، فأقام بها إلى حين وفاته، وكان رأسا متقدما في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب)، ثم نقل ابن الصلاح عن الخطيب البغدادي قوله: (واسع الحفظ جدا، ما رأيت أحفظ منه، كان يُقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها، فيسابق إلى تمامها ويحفظها)، ثم أورد ابن الصلاح قصة اعتمدها الدارقطني بقوله عن ابن دريد: (تكلموا فيه) وأبطلها ابن الصلاح وأبطل الاحتجاج بها، ومثله فعل ابن حجر، وقال مرتضى الزبيدي: (وقد نقله ابن دريد في الجمهرة كما عرفت، وناهيك به ثقة ثبتا)، وقال السيوطي نقلا عن أبي الطيب اللغوي: (وكان أحفظ الناس وأوسعهم علما وأقدرهم على شعر، وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلف الأحمر وابن دريد، وتصدر ابن دريد في العلم ستين سنة)، وعدّه السيوطي من حفاظ اللغة، فقال: (وقد أملى حفاظ اللغة من المتقدمين الكثير، فأملى ثعلب مجالس عديدة في مجلد ضخم، وأملى ابن دريد مجالس كثيرة رأيت منها مجلدا).
أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان (ت٢٥٥هـ): قال الذهبي: (الإمام العلامة المقرئ النحوي اللغوي صاحب التصانيف، تصدر للإقراء والحديث والعربية.. عاش ثلاثا وثمانين سنة ومات في آخر سنة ٢٥٥هـ)، وقال مسلمة بن القاسم الأندلسي: (أرجو أن يكون صدوقا)، وقال ابن حبان: (مستقيم الحديث)، وقال البزار: (مشهور لا بأس به)، وقال ابن حجر: (صدوق فيه دعابة)، وقال السيوطي نقلا عن أبي الطيب اللغوي: (وكان أبو حاتم في نهاية الثقة والإتقان).
عبدالرحمن بن أبي الزناد عبدالله بن ذكوان (ت١٧٤هـ): قال الترمذي: (ثقة حافظ)، وقال أحمد: (أحاديثه صحاح)، وقال ابن حجر: (صدوق)، وقال علي بن المديني: (ما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون)، وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق)، وحديثه عن أبيه عن خارجة صحيح على شرط البخاري.
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان القرشي (ت١٣١هـ): قال البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وقال ابن معين: (ثقة حجة)، وثقه أبو حاتم وأحمد والنسائي، وقال الذهبي: (إمام ثقة ثبت).
خارجة بن زيد (ت٩٩هـ): أحد فقهاء المدينة السبعة الأعلام، قال أبو الزناد: (أحد الفقهاء السبعة)، وقال العجلي: (مدني تابعي ثقة)، وقال ابن سعد: (ثقة كثير الحديث)، وقال ابن خراش: (خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة).
السلام عليكم الطريق الثاني عشر ممكن الجزء و الصفحة ؟
ردحذفبارك الله فيكم على هذا التخريج الجميل والمتعوب فيه.
ردحذفأتمنى أن تفعلوا نفس الشيء لبعض الآثار التي ذكرها الشوكاني في رسالته عن عبد الله بن جعفر وابن عمر وغيرهما